كتاب النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام (اسم الجزء: 4)

هذا الموضع، والله أعلم.
وليس قول من قال: من هول السؤال طاشت عقولهم، فلم يدروا
ما أجيبوا - قول نبي، ولا صحابي، ولا تابعي، يضيق خلافه (1) .
والله أعلم بذلك، كيف هو.
* * *
قوله: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ)
إلى قوله: (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21)
دليل على أن اعتبار المأمور به العباد ليس ما يذهب إليه القائسون
__________
(1) بل هو مروي عن بعض الصحابة والتابعين، فأخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص (105) عن مجاهد، ومن طريق سفيان هذا أخرجه عبد الرزاق في تفسير القرآن (1/ 1 0 2) عن مجاهد -أيضاً - وأخرجه الطبري في تفسيره (7/ 81 - 82) عن الحسن البصري ومجاهد والسدي. وأورده أبو جعفر النحاس في معاني القرآن (2/ 381) عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر (2/ 344 - 345) عن ابن عباس.
وهو الذي أجاب به الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة ص) 94) .
واختار الطبري التفسير الآخر المروي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة أنه قال: لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا. انظر تفسيره (82/7) . قال ابن كثير: ولا شك أنه قول حسن، وهو من باب التأدب مع الرب جل جلاله. انظر تفسيره (2/ 115) .

الصفحة 42