كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

السلام، إذ كيف يمكن إيصال الصوت لكل الناس في كل الأرض، فأخبره اللّه تعالى أن اعمل بالأسباب فعليك المناداة وعلينا الإيصال، فيقول بعض العلماء وصل الصوت لكل صلب رجل وجنين امرأة .. هذه الوقفة على جبل عرفات الذي يذكر بعض العلماء أن آدم وحواء عند نزولهم للأرض كل في مكان مختلف التقوا فيه لكل أجناس البشر، بل كل مشاعر الحج تنبأك بأن الوحدة بين المسلمين في هذه الأرض الطاهرة على صغر رقعتها الجغرافية مسألة حتمية من اللّه تعالى رغم أنوف كل القوى التي تريد عكس ذلك مهما بلغت قوتها، وكان اللّه تعالى يتحدى أي قوة تمنع وحدة المسلمين الروحية دون أي تمييز وتفرقة حتى وإن منعوا من الوحدة بمفهومها السياسي والجغرافي .. فتأمل أخي الكريم أي قوة تحفظ هذا الدين؟! ..
الأشكال أدناه توضح كل ما ذكرناه من حقائق، وهي مأخوذة عن موسوعة إنكارتا لعام 2003 م .. الأسئلة المطروحة والتي أود أن أطرحها على كل باحث موضوعي يدّعي العلمية والتجرد: هل يمكن أن تكون هذه الأرض التي كرمت هذا التكريم وحفظت هذا الحفظ وحملت تلك المنزلة التي ما بعث من رسول إلا وحج إليها كما يقول أهل العلم ..
فهل يكون تشريع الحج لهذه الأرض في كل عام في شهر قمري هو ذي الحجة يصادف تغير واختلاف التوقيت مع أشهر السنة الشمسية من صيف إلى شتاء وهكذا، أ يكون هذا التشريع محاطا بكل تلك الحمايات التي ذكرناها والتي أثبتتها البحوث لأجل توفير أنجح السبل لتحقيق هذه الشعيرة لتستوعب كل الناس في مكان معين ولأجل أن يغفر لهم فيعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم، أ يكون كل ذلك من ترتيب رجل أمي عاش في بيئة لا علم لها سوى بالأشعار والتجارة وبعض شئون الزراعة؟.
ثم سؤال لأهل الإحصاء والاحتمالات، ما هي احتمالية تجمع كل تلك الحمايات لتلك البقعة لأجل تلك الشعيرة لأجل ذلك الإنسان أن تكون مجرد صدفة؟! .. ثم أ ليس في كل ذلك ترتيب من قبل قوة معينة لأجل هدف معين، أ لا تحس أخي القارئ وبكل تجرد أن في المسألة ترتيب؟! .. نداء لأهل البحوث الذين يلهثون وراء كل ظاهرة على سخفها في هذه الحضارة أو تلك ليبحثوا بها ويخرجوا لنا بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، أ ليس هذه المسألة أجدر وأهم لكم كي تفهموا حقيقة وجودكم، لتعلموا أن اللّه حق وأن الإسلام حق وأن كل ما جاء به حق؟! ..
اللهم اشهد، أننا قد بلّغنا، اللهم علينا البلاغ كما أمرتنا، وعليك إيصاله للناس، من أراد منهم أن يؤمن ومن لم يرد ..

الصفحة 102