كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

البحوث والاكتشافات مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي وقام بها وسجلها أحد العلماء خلال دراسته بجبال الأنديز واستنتج أن هناك كتلة صخرية هائلة للجبل تختفي تحت سطح القشرة الأرضية. ثم تقدمت القياسات السايزمية - الاهتزازية - تحت الأرضية، وثبت بها وبطرق غيرها، أن اتزان القشرة الأرضية بما تحمله من جبال وتلال ووديان لا يتحقق على طبقة الوشاح إلّا بسبب امتدادات من مادة القشرة داخل نطاق الوشاح وتشبه هذه الامتدادات الأوتاد التي تثبت الخيمة بسطح الأرض، وهنالك معالم لدقة تشبيه الجبال بأوتاد الأرض نوجزها بما يلي:
لكي يكون الوتد وتدا حقيقيا فلا بد أن يكون جزؤه المغموس تحت سطح الأرض أضخم من الجزء الظاهر فيه، وقد ثبت هذا في القرن العشرين الميلادي، إذ رصد العلماء الجزء المخفي منها إلى خمسة أمثال الجزء الظاهر - مثل جبال الهمالايا التي لا يتعدى ارتفاع الجزء الظاهر منها 9 كيلومترات بينما الجزء المختفي منها تحت سطح الأرض يصل إلى 75 كيلومترا - وبالتالي فإذا اهتزت القشرة الأرضية اهتزت الجبال معها لشدة ارتباطها بها .. وكما أن الأوتاد تثبت الخيمة وتمنعها من الزوال بفعل الرياح والعواصف والقوى الأخرى، فإن الجبال بأوتادها - أي بجذورها الضاربة في القشرة الأرضية والوشاح أحيانا - وبارتفاعها الشاهق فوق سطح الأرض ساعدت على الاحتفاظ بالغلاف الجوي مربوطا بفعل الجاذبية الأرضية، والغلاف الجوي هنا يمثل الخيمة التي تظلنا وتحمينا من الأشعة الضارة والشهب وما شابه.
السبق القرآني في الجبال:
أثبت العلم الحديث أن الجبال ذات جذور صلبة مغموسة في مادة الوشاح وتحت قشرة الأرض فترسو كما ترسو السفن، أو تطفو في هذه المادة اللزجة كما تطفو السفن في ماء البحر أو المحيط، مما يفيدنا في فهم النص القرآني الذي يقول المولى جل وعلا فيه والْجِبالَ أَرْساها (32)، (النازعات: 32) .. فمن هذه الآيات يتضح أن:
1 - وظيفة الجبال في تثبيت الأرض يشبه وظيفة الأوتاد في تثبيت الخيمة.
2 - أن هناك نوعا من الجبال قد ألقي من فوق سطح الأرض ولا يخرج من باطنها.
أكد القرآن الكريم ما كشف عنه العلم الحديث سنة 1956 م عن طبيعة الجبال ووظيفتها. فقد أكد العلم الحديث إن الجبال لها جذور ممتدة تحت القشرة الأرضية.
فقد وجد أن سمك القشرة الأرضية تحت المحيطات حوالي 5 كم. أما سمكها تحت الجبال فيقدر بحوالي 35 كم. وتتخذ شكل الأوتاد ووظيفتها. فالجبال مسّاكات للقارات

الصفحة 26