كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

في الصخور السائلة التي توجد تحت القشرة الأرضية الصلبة ولو لا جذور هذه الجبال لطفت القشرة فوق صخور الباطن اللينة ( Sima) ولا نعدم توازنها وثباتها فوقها. ولو لا انغراس الجبال في مواد السيما ( Sima) لتحركت الجبال والقارات من أماكنها نظرا لضئلة كثافتها ... وإذا طغت القارات وسبحت لاضطربت الأرض تحت أقدامنا ومادت ..
أما من حيث تشابه طبيعة الجبال بأوتاد الخيمة .. فمن حيث البروز عن سطح الأرض والرسوخ فيها متشابهان ... والأوتاد تختلف فيما بينهما من حيث مدى البروز ودرجة الميل والجبال كذلك. والأوتاد تختلف رسوخها باختلاف درجة صلابتها وشكلها ومدى تعمق جذورها في الأرض وطبيعة تلك الأرض والجبال كذلك. والأهم من ذلك أن الأوتاد يجب أن تكون قد تم خرطها وتشكيلها قبل أن تثبت في الأرض .. والجبال كذلك فقد تشكلت أولا بفعل عوامل التعرية ثم أظهرتها قوى التضاغط الجانبي للقارات القديمة ..
والأوتاد لا تنغرس وحدها في الأرض وإنما لا بد من قوة تعمل على تثبيتها، وهو ما يحصل بواسطة قوة التثاقل بالضغط الراسي .. كما إن تناقص الجبال بفعل عوامل التعرية يشبه تناقص الأوتاد بنفس العوامل مع طول الزمن .. أما الجبال التي ألقيت من فوق سطح الأرض فهي الجبال الرسوبية التي نقلت موادها بواسطة عوامل التعرية من قمم الجبال النارية القديمة وأرسبتها على شكل طبقات على هوامش البحار القديمة ..
والجبال أنواع حسب صخورها ومكوناتها الجيولوجية، فمنها الجبال النارية التي تتكون صخورها من الكرانيت والبازلت والمرمر وغيرها، وهي الجبال التي تحوي بعضها على فوهات بركانية لأنها تتحمل ضغط وحرارة البراكين، وهذه الجبال الأصلية التي تكونت في بداية عمر الأرض .. النوع الثاني هو الجبال المتكونة من الصخور والحبيبات الرسوبية، والتي تكونت بفعل عوامل التعرية على النوع الأول، ومن صخورها الجبس والجير وغير ذلك، وهذه الصخور تلقى دقائقها وحبيباتها الرملية والحصوية والترابية من الأعلى بفعل الرياح والأمطار. والنوع الثالث من صخور الجبال هو المتحول الذي تحول من النوع الأول بسبب الضغط والحرارة.
والآن لنتدبر:
1. وأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وأَنْهاراً وسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) (النحل: 15).
2. وجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ

الصفحة 27