كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

الكتاب الرابع: الأرض
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
المقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
فهذا هو لقاؤنا الرابع معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية)، لنتكلم فيه عن السبق القرآني في مجال مهم آخر وهو علوم الأرض.
لعل الدخول في موضوع الأرض وعلومها وما فيها من كنوز المعادن النفيسة من الأهمية والإمتاع بمكان بحيث إن القارئ والباحث ليجد فيه تشويق ولذة تدفعه إلى المزيد من البحث والتفحص في مكامن هذا البحر العميق.
إن موضوع الإعجاز القرآني الخاص بالأرض طبوغرافيتها، أصل تكوينها، حركاتها وكل ما تحويه من معادن وكنوز يعتبر من أهم المواضيع التي بحثت ودرست، وفيه من الكتب والمؤلفات ما يغني عن الذكر، فلا يكاد يخلو مصدر من مصادر كتب الإعجاز إلا وذكر فيه هذا العلم العظيم الواسع الذي أقسم اللّه تعالى به.
وحسبنا أن نذكر أن الإمام الرازي رحمه اللّه كان أول من تكلم عن كروية الأرض وقد استنتجها من خلال قراءاته وتأملاته في القرآن الكريم.
جاء لفظ الأرض في القرآن الكريم ليعني معان عديدة، فتارة يعني بقعة محددة منها كأرض مكة أو أرض المدينة أو أرض مصر أو أرض بابل أو أرض الشام أو غيرها وحسب ورود النص وسياقه. وتارة يعني مستوى الأرض كما هو حال أدنى الأرض التي ذكرت في سورة الروم، والتي جرت عليها المعركة بين الروم والفرس والتي تنبأ بها القرآن الكريم وبيناها في كتاب الآثار (الكتاب الأول من هذه السلسلة). وتارة يعني كل ما يدبّ عليه من يابسة، وتارة يعني الكرة الأرضية ذات الشكل البيضوي كما فصل النص القرآني تصريحا، وتارة يعني طبقات الأرض، وتارة يعني الانبساط عكس الارتفاع، وغير ذلك وكما سنفصل في هذا الكتاب.

الصفحة 3