كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

هو العمود الذي يدق على الخيمة وتشد به حبالها ليثبتها في الأرض ويمنعها من أن تذهب بعيدا بفعل الرياح.
3. أن القشرة الأرضية تطفو على سائل وهو الجوف المنصهر وهو قوله تعالى (رواسي)، إذ أن الصلب لا يرسو على صلب مثله لغة، وإنما تستخدم هذه الكلمة في العربية لوصف حالة طفو جسم صلب على جسم سائل كما نقول رست السفينة أي استقرت بالمرساة التي ألقيت في أعماق البحر كي تمنعها من أن تذهب بعيدا عن المرسى والميناء.
4. أن هيكلية الجبال تظل قوية صامدة ضد عوامل التعرية رغم التغير الذي يطرأ عليها خلال الحقب الجيولوجية المتتابعة عبر ملايين السنين، وهو قوله تعالى (شامخات) أي صامدات.
5. أن النوع الأول من الجبال أي النارية الصخور عبرت عنها الآيات التي ذكرت أنها جعلت أي خلقت - وجعل لها رواسي - ، إذ قال تعالى وجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً ... (المرسلات: 27) وأما النوع الثاني أي الرسوبية فهي تلك التي ألقيت - وألقينا فيها رواسي - .
6. أن الجبال رغم ضخامتها تتشقق وتتصدع، وهو قوله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) (الحشر: 21).
7. أن للجبال دور أساسي في حفظ الأرض ودورة الرياح والمياه لذلك ترى أن كل ذكر للجبال يتبعه ذكر للمطر والرياح والمياه والزرع.
8. أن الجبال ثقيلة جدا بفعل وجود المعادن الثقيلة فيها وأهمها العناصر الثقيلة التي تحدثنا عنها آنفا ومنها الحديد والنحاس وغيرهما، ورغم ثقلها فإنها تدور وتتحرك مع الأرض التي هي جزء منها، وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88)، (النمل: 88).
9. أن الجبال تتكون من معادن ذات ألوان وتراكيب مختلفة كما جاء في قوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها ومِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وغَرابِيبُ سُودٌ (27)، (فاطر: 27).
10. أن نهاية نوعي الجبال النارية والرسوبية ذكرت في الكتاب العزيز، فالنارية مصيرها الانفجار والنسف يوم القيامة بفعل استمرار البراكين في فوهاتها بشكل مستمر فتنسف

الصفحة 30