كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

بومباي بخليج نابولي بإيطاليا وما حصل لهم ليقف متعجبا لحال قوم سادوا ثم بادوا من جراء ما اقتربت أيديهم، فهل من متعظ!!.
يحكى أن مدينة رومانية قديمة اسمها بومباي تقع في خليج نابولي في إيطاليا اليوم ثار عليهم بركان عظيم من جبل يطل على خليجهم يسمى فيزوف قبل حوالي 2000 عام، وبالتحديد عام 79 ق. م. وقد كانوا قوما مترفين مفسدين فعاقبهم اللّه تعالى بأن سلط عليهم بركانا مدمرا هو بركان فيزوفيوس أو فيزوف ..
يقع جبل فيوس في خليج نابولي وكان وما زال يطل على عدة مدن ساحلية، من هذه المدن القديمة هيروكليوم ومدينة بومباي التي كانت حاضرة الدولة الرومانية على شواطئ المتوسط المطلة على شمال إفريقيا. يقول العلماء إن هذا البركان يثور كل 2000 عام ثورانا مدمرا سمي بالثوران البليني نسبة لبلينيوس الرجل الذي وصف ما حصل من دمار هائل وسحب وأعمدة بركانية وصلت لحد 15 كلم في السماء، لكن هذه الوثائق لم تصدق من قبل من قرأها حتى جاء العلم الحديث ليثبتها بالرصد والتحليل الدقيقين.
بدأ البركان بالثوران في 24 يوليو من عام 79 ق. م. بعد احتقان الماغما والصخور النارية بضغوط هائلة طيلة 150 عاما خلت قبل ذلك التاريخ، فانفجر على عدة مراحل تجد عند تحليلك لها وكأن تلك المراحل لاحقت سكان المدينة ومن حولهم أينما ذهبوا لتفنيهم عن بكرة أبيهم، وقد قذفت 10 مليون طن من الصخور الحامية بدرجات حرارة أضعاف الغليان وأكثر. البداية كانت في مرحلة العمود الصخري وسحب الدخان والصخور الخفيفة والثقيلة ذات الحرارة الهائلة التي قذفت للسماء وحملتها الريح باتجاه مدينة بومباي لتغطي سماء المدينة وتجعل نهارها ليلا وبدأ مطر الحجارة ينزل ليقتل الناس ومن ثم على أسطح المنازل ليثقل كاهلها ثم تسقط على ساكنيها فتقتل أهل البيوت، أما من استطاع الخروج من المدينة باتجاه الشمال فسلط عليه جزء من عمود المقذوفات لينهار عليه بسرعة 100 كلم بالساعة ليحطم الناس الذين وصلوا ساحل نابولي ومدينة هيروكليوم فيجعلهم فحما متحجرين ولتغلي الأدمغة وتتبخر السوائل من الأجسام الطرية في خلال ثوان. أما مدينة بومباي فجاءتها المحلة الثانية وهي مرحلة انهيار الجزء الوسطي من العمود المقذوف ليسرع باتجاهها ولكنه يتوقف بشكل عجيب وفجائي قبل الوصول لها، ولكن يسلط عليها سموم غازات ثاني أوكسيد الكربون وحامض الكبريتيك ليسمم الناس ويقتلهم خنقا، ثم تأتي الضربة القاضية وهي المرحلة الثالثة الأعنف من المأساة، إذ انهار المتبقي من العمود وحصل هجوم كاسح من الإعصار

الصفحة 39