كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

وفي اللهجات العربية القديمة كان للحرف (ذ) معنى وتعني القوة فكلمتي (ذ - سموي) في تلك اللهجات تعني قوة السماء ولعل الحرف (ذ) كانت نواة كلمة (إذا) والتي تعني حدوث شيء مؤكد الوقوع من خلال قوة ربانية ثم انسحب معناها على الأمور التي تحدث بقوة أخرى، ومن هنا كان القرآن الكريم يعبر عن وقوع الحوادث من خلال كلمة (إذا) حيث أن الكوارث الكونية عبر عنها في بداية السور بكلمة إذا .. إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1)، إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) لقد بين التحليل الإحصائي للحرفين (ال) في السور التي تبدأ ب (الم، الر) والحقائق التي تحكم تكرارها لذا أصبح مناسبا التحري العميق عن تكرار الحرف (ذ)، نواة كلمة القوة الإلهية، في الكوارث الكونية من خلال السور التي تبدأ بكلمة (إذا) والتي موضوعها تلك الكوارث وقد كانت نتيجة ذلك التحري هو اكتشاف المقياس القرآني للكوارث الكونية، ولا بد من القول أن السور القرآنية التي تعبر عن حدث معين لا يقتصر موضوعها على ذلك إذ يتطرق في الوقت نفسه إلى أحداث أخرى في نفس السورة قد كانت نتيجة لعصيان الأقوام التي تحدثت عنهم السورة - وهذه مزية في القرآن الكريم - ويعني أن موضوع السور لا يعني أن السورة بكاملها متخصصة لذلك الموضوع، ومن جهة أخرى أن الحدث في السورة القرآنية لا يشترط أن يكون وصفا لحالة الأرض التي نعيش عليها ولكنها أحداث كونية مقايسة بأحداث الأرض لذلك أطلقنا على هذا المقياس (المقياس الكوني للكوارث). وحقا أن القرآن كتاب لا تنتهي عجائبه كما وصفه الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم. لقد حاول بعض العلماء أمثال ريختر ومارسيلي وضع مقياس يوضح شدة الهزات الأرضية من خلال المشاهدات الميدانية فمقياس مارسيلي المكون من (12) درجة يمكن وصفه بما يلي - وكما وضحناه في الجداول أعلاه - .
الدرجة الأولى (ضعيفة لا يمكن متابعتها إلا بالأجهزة الحساسة)، الدرجة الثانية (يشعر بها الإنسان عند الراحة)، الدرجة الثالثة (تتحرك الأبواب وكأن حافلة تمر قرب الدار)، الدرجة الرابعة (تنطبق الأبواب والشبابيك المفتوحة)، الدرجة الخامسة (يمكن الإحساس بها خارج الدار. يقف رقاص الساعة)، والسادسة (يشعر بها الجميع، فطور بسيطة في الأبنية)، والسابعة (المداخن القديمة تسقط، تحدث موجة في المياه الراكدة)، ثم الثامنة (أضرار كبيرة في الأبنية، تشقق الطبقات الأرضية)، فالتاسعة (تتحطم الخزانات وتتكسر الأنابيب المدفونة)، فالعاشرة (هياكل البنية تتحطم، تزحف بعض طبقات الأرض)، ثم الحادية عشرة (قليل من الأبنية يبقى، شقوق على سطح الأرض)، وأخيرا الثانية عشرة (الدمار يعم الجميع وتحدث الفوالق والطيات).

الصفحة 42