كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

لم يحاول العلماء التدرج في مقياسهم لما بعد الدمار المؤشر في الدرجة (12) في مقياس مارسيلي و (9) في مقياس ريختر، لكن القرآن الكريم وضع المقياس الشامل الذي يبدأ بالحوادث الطبيعية البسيطة وينتهي في نهاية الكون ولقد أفرد القرآن الكريم سورة خاصة لكل كارثة ووضع للكوارث تسلسلا عجيبا هو:
1 - الزلزال: وهي الحركات الأرضية التي لا يحدث عنها انفطار في الأرض ولا تحدث خللا في وعي الإنسان وقوله تعالى وقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) (الزلزلة: 3) وهو تساءل عن وعي مقصود ويمكن وصفها: إنها تبدأ من درجة (1) إلى نهاية الدرجة (5) في مقياس مارسيلي.
2 - الانفطار: هي الحركات الأكثر شدة والتي تظهر فيها الفطور على سطح الأرض ويمكن وصفها في مقياس مارسيلي بدرجة تتراوح بين (5 - 10) انظر قوله تعالى في السورة وإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)، (الانفطار: 3، 4).
3 - الانشقاق: هي الهزات العنيفة التي تتشقق الأرض فيها وينهار البناء ويحدث الموت لكثير من الناس انظر قوله تعالى في السورة يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6)، (الانشقاق: 6). ويمكن وصفها بالدرجة (11) في مقياس مارسيلي.
4 - الواقعة: الدمار يعم الجميع إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (5) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (6)، (الواقعة: 4 - 6)، هكذا عبر القرآن عن هذه الدرجة ويمكن وصفها بدرجة (12) في مقياس مارسيلي.
5 - التكوير: وهي القيامة وقوله تعالى وإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)، وفيها تتحطم الأرض وتتناثر وتبدأ في الدوران وهذا معنى التكوير. إن السور القرآنية الزلزلة، الانفطار، الانشقاق، الواقعة والتكوير كلها تبدأ بكلمة (إذا) ولنتأمل هذه البداية ونسلط الضوء على أحد حروفها وهو (ذ) ونرى نظام تكراره في هذه السور.
سورة الزلزلة يتكرر فيها الحرف (ذ) 5 مرات، سورة الانفطار يتكرر الحرف (ذ) 7 مرات، سورة الانشقاق يتكرر الحرف (ذ) 10 مرات، سورة الواقعة يتكرر الحرف (ذ) 16 مرة، سورة التكوير يتكرر الحرف (ذ) 19 مرة، ومن خلال ملاحظة تكرار الحرف (ذ) نستخلص الحقائق الآتية:
أولا: إن عدد الحرف (ذ) يزداد مع شدة الحدث فسورة الانفطار عدد الحرف (ذ) 7 فيها وهو أكثر من تكرار الحرف (ذ) في سورة الزلزلة الذي هو أقل شدة من

الصفحة 43