كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

الانفطار والتي عدد الحروف (ذ) في سورته 5 كما هو أقل من الانشقاق شدة وعدد حروف (ذ) في سورة الانشقاق (10) وينطبق هذا على كافة سور الكوارث الخمس.
ثانيا: أن اللّه تعالى وضع نظام الحرف (ذ) بشكل مقصود ووضع تسلسل تلك الأحداث بشكل مقصود فانظر في الآية (90) من سورة مريم كيف قدم الحدث البسيط على الأكثر شدة في قوله تعالى تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وهو مؤشر آخر على أن هناك معنى تسلسلي لتلك الأحداث.
ثالثا: ألا يستدعي ذلك أن نضع احتمالا بأن عدد الحرف (ذ) هو درجة قياس الحدث ما دامت متناسبة معه. لا شك أن مرسيلي وضع مقياسه وفق مشاهدات ميدانية ففي مقياسه يبدأ الانفطار بدرجة (6) وفي القرآن الكريم يبدأ بدرجة (7) الذي هو عدد الحرف (ذ) في سورة الانفطار وفي مقياسه يبدأ الانشقاق بدرجة (11) وفي القرآن الكريم يبدأ الانشقاق وهذا يعطينا الحق بأن نستنتج أن الحرف (ذ) هو درجة الحدث وفق الاعتبارات الميدانية والمشاهدات الحقلية.
رابعا: إن درجة التكوير (19) لها معنى رياضي فنهاية مقياس رختر (9) ومقياس مرسيلي ينتهي بدرجة (12) وهي أرقام افتراضية ليس لها مدلول أو معنى فيزياوي وإلا لما أصبح ممكنا وضع مقياسين، أما الرقم (19) الذي يعبر عن الدوران فهو أقل رقم صحيح له مضاعفات متقاربة مع النسبة الثابتة (1415926، 3) إذ بقسمة الرقم (19) عليه نحصل على (04788، 6) ولا يوجد عدد صحيح يقبل القسمة على النسبة الثابتة بهذا التقريب سوى الرقم (19) والرقم (66) وهذا يعطي قوة وتأكيدا لهذا المقياس «1».
خامسا: إن العدد (19) له مدلول قرآني عجيب وسورة التكوير التي تعبر عن النهاية القصوى للأحداث بعد انهيار الأرض وتطاير أجزائها في الكون بحركة دائرية يتكرر فيها حرف (ذ) تسع عشرة مرة. إن في القرآن الكريم مقياسا للكوارث الكونية وهذا المقياس يتكون من (19) درجة ويمكن وضعه بهذه الصيغة:
وهذا المقياس تم استنباطه من تكرار الحرف (ذ) في السور التي سميت بهذه الأحداث وهو إعجاز رباني .. واللّه أعلم «2» .. وقد تكلم الشيخ جوهري طنطاوي عن
______________________________
(1) حول موضوع المنظومة 19، ما لها وما عليها، يراجع كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، ص 127 - 142.
(2) أنظمة رياضية في برمجة حروف القرآن الكريم، د. أحمد محمد إسماعيل ص 148 - 153.

الصفحة 44