كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

وعينات من صخور الأرض اتضح أن المجموعة الشمسية كانت في يوم من الأيام كتلة واحدة ثم بدأت مكوناتها في التناثر نتيجة لانفجارات حصلت فيها. فالعناصر الثقيلة لم تبتعد عن مركز المجموعة وكونت الكواكب الداخلية (الأرض والمريخ والزهرة وعطارد) وتتكون عناصرها من المعادن والسيليكات أما العناصر الخفيفة فقد ابتعدت عن مركز المجموعة وكونت الكواكب الخارجية (المشتري وبلوتو ونبتون وأورانيوس) وتتكون في معظمها من غازات مثل الهيدروجين والهيليوم والماء «1».
كما وأثبتت دراسات على مذهب هالي احتواءه على نسب من الحديد وأيضا احتواء النفط على الحديد كما بينا ذلك بالتفصيل في الفصل السابق.
لقد لوحظ في دراسة توزيع العناصر المختلفة في الكون أن غاز الهيدروجين هو أكثر العناصر شيوعا، ويليه في الكثرة غاز الهيليوم وهما يكونان معا أكثر من 98 خ من مادة الكون المنظور، بينما تكون بقية العناصر المعروفة لنا مجتمعة أقل من 2 خ وقد أدى ذلك إلى الاستنتاج المنطقي وهو أن العناصر المعروفة لنا تتكون في داخل النجوم عن طريق تفاعلات نووية حرارية تعرف ب (الاندماج النووي)، تنطلق منها كميات هائلة من الحرارة، فشمسنا تتكون أساسا من غاز الهيدروجين الذي تندمج أنويته مع بعضها في درجات حرارة مرتفعة جدا لتكون غاز الهيليوم بانطلاق طاقة هائلة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية. ويتحكم في هذا التفاعل النووي عاملان هامان هما ازدياد نسبة غاز الهيليوم المتكون بالتدرج وزيادة تمدد الشمس، باستمرار هذه العملية تزداد درجة الحرارة في داخل الشمس تدريجيا، وبازديادها ينتقل التفاعل إلى المرحلة التالية، التي تندمج فيها ذرات الهيليوم مع بعضها البعض منتجة الكربون 12، ثم الأوكسجين 16، ثم النيون 20 ... وهكذا.
وتقدر درجة حرارة سطح الشمس بحوالي 6000 درجة مئوية. وتزداد هذه الحرارة تدريجيا نحو المركز إلى أكثر من 25 مليون درجة مئوية. ويقدر العلماء أنه عند ما يتحول نصف الهيدروجين الشمسي تقريبا إلى هيليوم ستصل درجة حرارة هذا النجم إلى نحو 100 مليون درجة مئوية، مما يؤدي بالهيليوم المتكون إلى الاندفاع نحو المراحل التالية
______________________________
(1) الاكتشافات العلمية الحديثة ودلالتها في القرآن الكريم د. سليمان عمر قوش ص 120، إلا أن هذه النظرية حصل فيها تعديلات كثيرة.

الصفحة 53