كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

في الاندماج النووي، فيكون عناصر أقل في وزنها الذري، ويطلق طاقة حرارية هائلة.
ويقدر العلماء أنه عند درجة 600 مليون درجة مئوية يتحول الكربون إلى صوديوم ومغنيسيوم ونيون، ثم تنتج التفاعلات النووية الآتية عناصر الألمنيوم، والسيليكون، والكبريت، والفسفور، والكلور، والأرغون، والبوتاسيوم، والكالسيوم على التوالي، مع ارتفاع مطرد لدرجة الحرارة. وفي النهاية تصل درجة حرارة النجم إلى 2000 مليون درجة مئوية فتتحول هذه العناصر إلى مجموعة الحديد والتيتانيوم (والتي تشمل كلا من الكروم، والمنغنيز، والحديد، والنيكل، والنحاس والزنك).
ولما كانت هذه التفاعلات تحتاج درجات حرارة مرتفعة جدا لا توجد إلا في داخل نجوم خاصة تعرف باسم المستعرات ( Nova) أو فوق المستعرات ( Super Nova)، وفي فترات محددة من تاريخها، ولما كانت نسبة الحديد إلى السيليكون في شمسنا أقل منها في الأرض، وكذلك في النيازك التي تصل إليها، ولما كانت درجة الحرارة في داخل الشمس لم تصل بعد إلى الحد الذي يمكنها من إنتاج السيليكون أو الماغنسيوم أو الحديد.
لهذا وذاك، كان من البديهي الافتراض بأن الشمس استمدت هذه العناصر من مصدر آخر، وكان لزاما على العلماء أن يسلموا بعملية تطور العناصر هذه.
وهي العملية التي لخصها كل من العالم البريطاني فريد هويل ( Fred Hoyle)، وزميله الأمريكي فولر ( Fawlor).
يرى هذان العالمان أن كل العناصر المعروفة (والتي عرف الإنسان أكثر من 100 عنصر) تنشأ بعملية الاندماج النووي لذرات غاز الهيدروجين في داخل النجوم، وبذلك تزداد درجة حرارة النجم الداخلية تدريجيا، ويزداد تمدده حتى لا تستطيع الاحتفاظ بكل مكوناته فتنفصل أجزاء منه على هيئة أفلاك تنطلق بواسطة القوة الطاردة المركزية بعيدا عن النجم، وتظل منطلقة بعيدة عنه حتى يتساوى قدر القوة الطاردة المركزية مع قوة جاذبية النجم الأم، وعندئذ تقف هذه الأفلاك المنفصلة على مسافات محددة من النجم ثم يدور كل منها حول النجم الأم في مدار محدد.
وقد أجريت حسابات نظرية لما سوف تكون عليه الشمس مستقبلا، بسبب استمرار عملية الاندماج النووي بداخلها، فاستنتج العلماء أنه لو استمر الأمر على ما هو عليه الآن فسوف تزداد شدة ضياء الشمس إلى ألف مرة قدر ضياءها الحالي. ويزداد نصف

الصفحة 54