كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

قطرها إلى مائة مليون ضعف قدره الحالي.
وبعد ذلك التوهج والاندماج ستنكمش الشمس لتصبح 5 خ من حجمها الحالي عند ما تتوقف التفاعلات النووية بداخلها، وتصبح شمسنا المشرقة نوعا من النجوم البيضاء الباردة المعروفة باسم: النجوم البيضاء القزمة».
وبالنظر في الكون المحيط بنا نرى السدم التي تتكون بداخلها النجوم، ونرى أنماطا مختلفة من النجوم في دورات متتالية من مراحل تكوينها واندثارها، ونرى أن الأرض التي نحيا عليها لها لب صلب يغلب على تركيبه الحديد والنيكل، ويمثل هذا اللب الصلب غالبية كتلة الأرض. ونرى أنماطا من النيازك التي تصل إلى أرضنا من الفضاء الكوني يغلب على تركيبها الحديد (النيازك الحديدية). ومن هنا كان الافتراض المنطقي المقبول أن الكون بدأ بسحابة دخانية تشبه السدم حاليا، وأن هذه السدم بدأت مادتها تتكثف على هيئة نجوم تشبه شمسنا، بينما دارت حولها فضلات من هذا الدخان الذي تكسر إلى دوامات ذات أحجام وكتل وترتيب مختلف في داخل كل منطقة نصف قطرية حول النجم.
وبتكثف كل من هذه الدوامات على أبعاد نصف قطرية من النجم تكونت الكواكب الابتدائية، ومنها أرضنا الابتدائية. وبديهي ان الكواكب الحالية أصغر بكثير في حجمها من نظائرها الابتدائية ومختلفة عنها في التركيب، ويقدر العلماء ان الأرض الابتدائية كانت أكبر من أرضنا الحالية بنحو 500 مرة في حجمها، وقد بدأت في التكثف على بعضها ككومة من التراب، كانت في بادئ أمرها باردة تماما ثم أخذت درجة حرارتها في الارتفاع تدريجيا بواسطة عملية الإشعاع، وبواسطة الطاقة الناتجة عن استقرار مادة لب الأرض في قلبها. ولما كانت درجة حرارة الشمس التي تتبعها أرضنا لا تسمح بتكون الحديد فيها، ولما كانت كمية الحديد والنيكل في لب الأرض تشكل غالبية كتلة الأرض، اتجه العلماء إلى تقدير أن الأرض الابتدائية في مراحل تكونها الأولي (وهي على هيئة كتلة ترابية تتكثف على بعضها البعض) تعرضت إلى وابل من النيازك الحديدية، انطلقت إليها من الفضاء الكوني واستقرت في لبها، نظرا لكثافتها العالية، وانصهرت بواسطة كل من حرارة الاستقرار وحرارة الإشعاع.
وقد أدى هذا إلى تمايز أرضنا فأصبحت تتكون من لب صلب يغلب على تركيبه

الصفحة 55