كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

وهذا ما نلاحظه في اللفظة القرآنية في قول اللّه تبارك وتعالى وأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَاسٌ شَدِيدٌ ومَنافِعُ لِلنَّاسِ (سورة الحديد: 25).
إن لفظة وأَنْزَلْنا بمعنى إنزال الحديد على الأرض من مصدر خارجي عنها لم يتوصل إليه علماء الفضاء والفيزياء النووية إلا حديثا جدا، رغم أن القرآن أشار إلى حدوثها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، على رجل أمي لا يعرف القراءة والكتابة هو محمد بن عبد اللّه سيد الأنبياء والمرسلين، أشرف وأطهر من خطا بقدمه على الأرض صلّى اللّه عليه وسلّم، اختاره اللّه تبارك وتعالى من بين خلقه جميعا ليكون رسولا يتلقى القرآن العظيم ويبلغه للناس، ويهدي به كل أشكال وألوان البشر في بقاع الكوكب الأرضي كله صلّى اللّه عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى كل من اتبعه، واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين «1».
ولقد أثبتت البحوث أنه لو لا الحديد الموجود في لب الأرض لما أمكن العيش عليها، إذ أنه سبب لوجود المجال الكهرومغناطيسي للأرض على شكل حلقات (فان الن) الثلاثة المحيطة بالأرض كالمعصم وهي تحمي الأرض من الجسيمات الذرية الساقطة عليها من أعماق الكون، وكما فصلنا ذلك في كتاب الفلك.
إذا ما لاحظنا الجدول الدوري الجدول - كتاب المادة والطاقة - ، نلاحظ أن المعادن ومنها التي ذكرت في القرآن الكريم كالذهب والفضة النحاس والحديد تقع ضمن العناصر الفلزية. فالحديد له وزن ذري 847، 55، والنيكل 71، 58، والألمنيوم 981، 26 بينما السليكون غير فلزي ووزنه الذري 086، 28 وتبعا لأوزان المعادن النوعي يعتبر الحديد والنحاس والذهب والفضة من المعادن الثقيلة.
الحديد هو العنصر الخامس الأكثر انتشارا في قشرة الأرض، ومسحوق الحديد ( Taconite) مركز وموجود بحيث يسهل تعدينه واستخراجه ولا يمكن وجود الحديد في الطبيعة بشكل حر إنما يكون مخلوطا بنسب مختلفة من الكربون وغيره من العناصر وهو يتكون بالطبيعة بالأساس إما بشكل ( Iron - Carbide) (FE 3 C أو ( Iron - Ferrite) (Fe).
______________________________
(1) لتفصيلات أكثر من النواحي اللغوية والتفسيرية والعلمية يراجع كتابينا (المنظار)، و (تفصيل النحاس والحديد).

الصفحة 58