كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

تتغير جزئية الحديد بحالات استقرار ولا استقرار خلال فترات الحرارة والبرودة وتزداد وتقل نسبة الكربون تبعا لذلك كما ويتفاعل هذا الجزء مع جزئيات أخرى طبيعيا أو صناعيا كالمنغنيس والسليكون والكبريت والفسفور والنيكل والألمنيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والتيتانيوم والكورميوم والتنغستون والموليبونيوم وغيرها لتكون سبائك لا حصر لها.
كما يشير علم الآثار فإن استخدام الحديد من قبل الإنسان كان في العصر الحديدي الذي سمي كذلك نسبة إلى استخدام الحديد لأول مرة فيه وهذا العصر سحيق في القدم إذ أنه جاء بعد الانتقال إلى مرحلة الحياة في الكهوف والبربرة والبداوة إلى مرحلة التحضر والاستقرار والتمدن، وأول ظهور للصخور الحديدية على سطح الأرض (وليس جوفها) كان في حقبة الحياة الوسطى ( Mesozolic) وبالضبط في العصر الجوراسي ( Jurrassic) قبل 135 - 181 مليون سنة «1».
لغرض معرفة خواص هذا العنصر لمختلف الظواهر يجب أولا معرفة ما الذي يجب معرفته وما هي الخصائص الواجب دراستها، حيث يجب فهم خصائص الحديد الميكانيكية والحرارية والمغناطيسية والكهربائية والإشعاعية (باختلاف أنواعها الصوتية والضوئية) والذرية كما يوضح أيضا الخصائص الواجب معرفتها لكل نوع من هذه الأنواع. وعلى العموم يعتبر الحديد ذا كثافة قيمتها (869، 7 غم/ سم 3) ودرجة انصهاره (1535 م)، ودرجة غليانه تتراوح (2750 - 3000) م وتحوي على نسب مختلفة من الكربون ونسب مختلفة من المضافات المعدنية المهمة.
تعرف معاملات الانتشار ( Coefficient of Diffusion) بأنها العلاقة الكيمياوية للمحلول الكيمياوي بين المذاب والمذيب، وقد تبين «2» أن إذابة الكربون بالحديد والسليكون بالألمنيوم والنحاس بالألمنيوم والنيكل والنحاس تعطي أعلى قيمة لمعامل الانتشار الأمر الذي يعني أنها المحاليل الكيمياوية الأكثر تجانسا وتعاشقا وانتشارا فيما بينها من غيرها، وهنا نذكر ان هذه العناصر (الحديد والألمنيوم والسليكون)
______________________________
(1) المصدران السابقان.
(2) نفس المصدرين السابقين.

الصفحة 59