كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

النقي الطبيعي وهو يأتي بالمرتبة الثانية بعد الفضة من حيث التوصيل الكهربائي والحراري وله قابلية كبيرة جدا لمقاومة التآكل فهو من أهم المعادن المقاومة للتآكل والتعرية يجعله من المواد المستخدمة بشكل واسع في التطبيقات الهندسية .. فبالنسبة للنحاس المستخدم في () - وهي سبيكة نحاسية - مثلا يجب أن لا يتعرض لحرارة أكثر من 400 م لأن تفاعل الغازات المشعة مع دقائق الأوكاسيد عند الحدود المحببة ( Grain Boundaries) تؤدي إلى حصول تقصف أو هشاشة للمعدن ( Embrittement) «1» .. والنحاس معدن رخو عالي المطاوعة وله تحمل شد يصل إلى 35 (كيب/ انج) وهو بهذا ينافس الحديد بمقاومته للشد، كما وأن له قابلية استطالة عالية 40 خ لكل 2 انج وهو لوحده ضعيف الصلادة إلا أن إضافته إلى معادن أخرى أو إضافة معادن أخرى إليه يحسن هذه الخاصية.
تجد في القرآن الكريم تفاصيل رائعة حول هذا المعدن خصوصا في سورة الكهف وقصة ذي القرنين، وكذلك ما سخره اللّه تعالى لسيدنا داود عليه السلام من تسييل عين للنحاس. ولقد فصلنا في هذا في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، وكمثل على السبق القرآني العجيب في أمور الثوابت العلمية للعناصر، فإن النسبة (3) التي ذكرنا تفاصيلها في كتاب المادة والطاقة، والتي تتعلق بكلمة (قطرا) التي تسلسلها في سورة الكهف (1418) هي (896، 0) وهي بالضبط كثافة النحاس التي تساوي (896، 0 ديكاغم/ سم)، فسبحان من جعل كونه المقروء مرآة لكونه المنظور ... ولتفاصيل أروع يراجع كتابينا المذكورين آنفا.
الذهب والفضة «2»:
وردت كلمة ذهب في القرآن الكريم (8) مرات وزخرف وتعني الذهب والزينة (4) مرات، فجاءت مرتان بمعنى الذهب ومرتان بمعنى الزينة، أما كلمة فضة فجاءت ستة مرات في القرآن الكريم، فلم هذا الاهتمام؟، ولما ذا أطلقت اسم الزخرف على سورة كاملة في القرآن الكريم؟.
لمعرفة ذلك علينا أولا أن ندرس الذهب والفضة علميا ثم ندرس تفسير الآيات
______________________________
(1) أساسيات المواد الهندسية، بيتر ثورنتون، ص 470، 472، بتصرف.
(2) التفاصيل عن كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، الباب 3/ الفصل 4/ صفحات مختلفة.

الصفحة 65