كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

تحديد مرجعه بعد) يمكنه تثليم الماس «1» .. وقد أوردنا ما جاء من السبق القرآني لهذه الأحجار في كتابنا (المنظار .. ).
الآيات والأحاديث الوارد فيها الذهب والفضة:
1 - الآيات التلميحية:
هناك آيات تلميحية واضحة تكاد تصل إلى درجة التصريح بوجود المعادن بشتى أنواعها في باطن الأرض وأن اللّه تعالى قد جعل في جوف الأرض ما يفيد البشر في مسير حياتهم، ومنها:
أ - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ والْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ويُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65)، (الحج: 65). ففي هذه الآية الكريمة إقرار بمبدإ التسخير الذي بدأت به الآية المباركة وتوضيحا لنعم اللّه تعالى على عباده، فجاءت نعمة تسخير ما في الأرض في البداية لأهميتها، والضمير (ما) هنا جاء لغير العاقل بينما الحرف (في) يقتضي الدخول في الجوف، وهي الإشارات لما تحويه الأرض من مواد تفيد الناس في حياتهم ومنها المعادن باختلاف أنواعها وطبعا تأتي النفيسة منها في المقدمة. كذلك تتلمس في هذه الآية أن توزيع الثروات في الأرض مهيأ ليتمتع به كل البشر، لكن سوء الإدارة البشرية لهذا التوزيع أدى لتفاوت الحالات الاقتصادية للأفراد والدول.
______________________________
(1) مجلة علوم العدد (40)، 1988، ص 50 (عن مجلة Science et vie ساينس أي في الفرنسية).

الصفحة 70