كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

ب - لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ وما بَيْنَهُما وما تَحْتَ الثَّرى (6)، (طه: 6) ..
هذه الآية المباركة فيها توضيح أكثر من سابقتها، إذ أن (ما) الضمير لغير العاقل، تحت الثرى، أي تحت السطح المرئي من تراب ورمال كله للّه تعالى وهو مسخر لبني آدم.
ت - يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وما يَخْرُجُ مِنْها وما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعْرُجُ فِيها وهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)، (سبأ: 2) .. تعدد الآية الكريمة حالات وأمور لا تعلم بالحس الواضح الملموس فهي من الغيب، ولكنها قد تعلم بالبحث والتمحيص، وهي من علم اللّه تعالى رغم توصل الإنسان الحديث بتقنياته المتطورة إلى فك بعض أسرار تلك الأمور. من هذه الأمور ما يخرج من بطن الأرض من كنوز.
ث - هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وما يَخْرُجُ مِنْها وما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعْرُجُ فِيها وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)، (الحديد: 4). يصدق عليها ما يصدق على سابقتها.
2 - الآيات التصريحية
أ - استخدام الذهب والفضة في الحلي والزينة
نجد في آيات القرآن الكريم وأحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في موضوع الذهب والفضة وما يتعلق بهما .. لعل أهم آية جاءت في الذهب والفضة هو قوله تعالى في سورة (آل عمران) الآية 14 زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ والْبَنِينَ والْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والْأَنْعامِ والْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا واللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)، (آل عمران: 14) .. فلو لاحظنا الآية المباركة وتدبرناها جيدا للاحظنا أمرين أساسيين، أولهما أن الذهب والفضة هي الحالتان الماديتان الوحيدتان اللتان خصصتا لما يملكه الإنسان من أهل وزروع ومواشي وغيرها، فهي الرصيد المخزون أي الحلي التي تخزن للتجمل والفائدة وجمع الأموال المسكوكة، وثانيهما أن تسلسلهما جاء بعد الأهل مباشرة وقبل الزرع والجياد والمواشي وغيرها من الأملاك وهذا المنوال لم يتغير لحد يومنا هذا، فالقناطير باللغة هي مقدار معين من المال كالأوقية مثلا، وهذه القناطير من الذهب والفضة توسطت الشهوات الغريزية لغريزة الجنس والقوة التي تمثلهما النساء والأولاد، ثم غريزة التملك والتمتع التي تمثلهما

الصفحة 75