كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

تحريك أجزاء الجسم السابح، كما تثبت أن الكون ليس فراغا لأن السباحة لا تكون في فراغ بل في وسط مادي، وهذا ما عرف حديثا من أن الكون يتكون ليس من فراغ بل من طور مادي اسمه مادة الكون المظلم ( Dark Matter).
كذلك يتضح لنا من هذه الآيات الكريمات من سورة يس من قوله تعالى وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)، وإلى نهاية الآيات، ما يعرف بحركة الأرض حول الشمس لتكوين ظاهرتي الليل والنهار اللتين تشكلان دورة يومية مهمة في حياة الكائنات الحية وعلى رأسها البشر، إذ لولاها لما كان هناك غذاء أو راحة أو عمل وما إلى ذلك ولأصبحت الحياة مستحيلة، وهذه الحركة الدورانية للأرض حول نفسها وكذلك حركة الأرض الدائرية حول الشمس فضلا عن حركات الشمس حول المجرة والقمر حول نفسه والأرض والشمس تكون منتظمة مرتبة بحساب لذلك ختمت الآيات الكريمات بالقول الكريم لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40). ويعضد هذه الآية آيات عديدة في القرآن الكريم تعطي نفس المعنى، منها قوله تعالى:
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)، (آل عمران: 27) .. إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً والشَّمْسَ والْقَمَرَ والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (54)، (الأعراف: 54) .. وهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وأَنْهاراً ومِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)، (الرعد: 3) .. وجَعَلْنَا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ولِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسابَ وكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا (12)، (الإسراء: 12)، وغيرها من الآيات الكثير ..
وكل تلك الآيات الكريمات المباركات تدل على الحركة التعاقبية لليل والنهار وتبادلهما مما يؤشر حقيقة دوران الأرض حول الشمس، كما ويؤشر حقيقة ميكانيكية الظل الناتجة من ضوء الشمس وسقوطه على الأشياء، والتي شرحناها في كتاب الفلك،

الصفحة 8