كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

نعم إنّ الفكرة واضحة جدا وهي أن هذه العطايا ليست لحب اللّه لهم وإنما لاستدراجهم حتى يزيدوا في غيهم حتى إذا أخذهم اللّه لم يمهلهم ولكن لما ذا لم يكن السقف ذهبا أو غير ذلك من المعادن والأحجار الكريمة التي عددناها سابقا؟.
لنحاول الآن أن نربط الأمور العلمية المكتشفة حديثا ببعضها عسى أن نستطيع أن نجد جوابا لهذه الأسئلة. ذكرنا آنفا أن الفضة يتشابه مع الذهب والبلاتين بمواصفات عديدة منها درجة الانصهار والمرونة وتقريبا المطاوعة والاستخدامات الصناعية العديدة ولكنه أقل منهما أي المقاومة للتعرية والتآكل الكيميائي والتأثيرات الجوية ورأينا كيف يتكون ملح الفضة أو السخام إذا ما تعرضت لأشعة الشمس أو الضوء عموما وهذا ما نلحظه عند ما نلبس خاتما فضيا أو حلية فضية نراها تتوسخ فنضطر لصقلها وتنظيفها بصورة مستمرة بالإضافة إلى استخدامها في صناعة الأفلام الفوتوغرافية، لذلك نقول وباللّه التوفيق والسداد رابطين لا مفسرين واللّه ورسوله أعلم:
إن تحديد مادة السقف بأنها من الفضة جاءت لأن السقف معرض بصورة دائمية لأشعة الشمس وهذا التعرض سيؤدي حتما إلى حدوث الحالة التي شرحناها آنفا وهي تكون المادة المسحوقية السوداء أو (السخام) على هذه السقوف وبالتالي فإن السقوف بمرور الزمن ستصبح سوداء لتعطي علامة مميزة لصاحب البيت دليلا على كفره وأن هذا الاستدراج يصحبه دليل قاطع على ذلة ومهانة صاحب هذا التكريم فهو دليل على آنيته وزواله فإنه تكريم مصحوب ببيوت ترهقها الذلة وتصحبها المهانة وسواد الأوجه. فكما أن المؤمنين سيماهم في وجوههم من أثر السجود فإن الكافرين ستكون سيماهم في بيوتهم من أثر البطر والغفلة وحب الدنيا. وكما قال اللّه تعالى منبئا عن أحوال الكافرين يوم القيامة ويَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) (الزمر: 60)، فليس كبيرا على اللّه أن يجعل تكريما لهم استدراجيا في الدنيا ولكن بصحبته سواد الأوجه وعلامته هنا سواد البيوت وسخامها ..
ولو ربطنا قوله تعالى: وحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ (الإنسان: 21)، مع قوله تعالى في نفس الآية: لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ولا زَمْهَرِيراً (13)، وهم الفائزون بالجنة لعلمنا لما ذا كرموا بالفضة بالجنة حيث لا ضوء يؤثر عليها كما في الدنيا - هذا على افتراض بقاء نفس القوانين التي نعرفها في الدنيا - .

الصفحة 89