كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

أنف الرجل وفي هذه الحالة كان استخدام الذهب ضرورة والضرورات تبيح المحضورات.
أما لما ذا يستخدمون الفضة في تحشية الأسنان ذلك لأن الفم اغلب الأوقات مظلم لا تدخله أشعة الشمس أو أي ضياء أخر لذلك لا تتكون هذه الطبقة السوداء إلا نادرا ولا تؤدي إلى القيح أو الجراحة، أ ليست هذه دعوة لإخواننا الأطباء كي يبحثوا في هذا الأمر ويعلمونا مما علمهم اللّه؟. قد يقول البعض فكيف أحل اللّه الفضة للمؤمنين من الذكور في الدنيا إذا. نقول هنا اختصاص لحالة عامة حيث إن التحريم للذهب جاء للذكور لأسباب عدة منها صحية ومنها نفسية واجتماعية وغيرها وكما ذكرنا سابقا أن الفضة أرخص بكثير من الذهب وهي تلائم حالة الأمة الوسط التي أرادها اللّه لأمتنا كما أن تحليلها للمرأة جاء لأسباب منها صحية واجتماعية وهي بالتأكيد لتكريمها وعلو شأنها في الإسلام ولعظمة دورها في المجتمع الإسلامي، وكما أن الذهب يتعب لاستحصاله فهو إما في باطن الأرض أو عند الجواهري فلا يستحصل إلا بمال كثير فكذلك المرأة المسلمة كنز لا يرى إلا لصاحبه ولا يستحصل إلا بتعب وثمن غال وكل من يريد أن يغير هذه السنة ألا وهي كرامة المرأة وسترها وحجابها وعدم ظهور زينتها إلا لزوجها والمحارم فقد ساهم في تغيير سنة اللّه في خلقه وتناغم مخلوقاته واللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً (27) (النساء: 27)، واللّه أعلم.
كما وأن ظهور حالة السخام التي تصيب الفضة بالإمكان معالجتها لحالة الحلي بالتنظيف والصقل لصغر حجمها وسهولة تنقلها أما السقوف فليس من المعقول أن تجلى وتنظف بصورة مستمرة خصوصا وهي كبيرة الحجم ومعرضة بصورة دائمية وحتى لو تم ذلك من قبل أصحاب البيوت فإنه مع استمرار الزمن سيصيبه الكلل من هذا العمل لصعوبته وتكلفته وعدم جدواه لتبقى السقوف مسخمة (ويحصل الغرض المطلوب وهو إهانة الكافر) .. ويؤيد ما ذهبنا إليه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وماتُوا وهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً ولَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (91) (آل عمران: 91)، فهنا جاء العقاب في الآخرة للكافرين متحديا إياهم أن يبعدوا عن أنفسهم العذاب، ولكن هيهات لهذا أن يحدث حتى ولو افتدوا أنفسهم بوزن الأرض ذهبا. فالذهب هنا جاء بقيمته المادية التي هي أغلى من الفضة وبقية المعادن النفيسة، ولم تقل الآية الكريمة ملء الأرض فضة، وهنا يتبين الفرق بين

الصفحة 91