كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

القيمة المادية للمعدن النفيس وبين الحالة التي يضرب اللّه تعالى بها المثل، وكما في حالتنا هذه والتي هي السقوف المصنوعة من الفضة.
عامل آخر هو لو أنه كانت السقوف ذهبية وكما ذكرنا أن من أهم مزايا الذهب أنه براق عاكس للأشعة وبالتالي فإن انعكاس أشعة الشمس للذهب أقوى بكثير من الفضة ولنا أن نتصور سقوف بأحجام كبيرة ولبيوت عديدة بل قد تكون لمدن بأكملها تعكس أشعة الشمس الساقطة عليها دفعة واحدة فهل يستطيع أحد أن ينظر إلى هذا المنظر البراق، وبالتأكيد أنه سيصاب بالعمى وهذا يعني أن الناس جميعا سيعمون ويفقدون البصر، أضف إلى ذلك أن التمدد الحراري للفضة أكثر من الذهب كما مبين في جدول خواص المادتين، وهذا يوضح لنا أن الذهب لا يتمدد مثل الفضة لأنه يعكس أغلب الأشعة الساقطة عليه بينما الفضة تمتص بعض الأشعة ويؤدي هذا إلى تمددها أكثر من الذهب وهذا يعني هندسيا ومن الناحية الإنشائية أن للفضة إجهادات عالية تحدث في السقوف المصنوعة منها وهذه الإجهادات ستنتقل إلى الأجزاء التي تجلس عليها السقوف كالأعمدة والجسور والجدران والأسس وبالتالي يتطلب هذا بناء قويا جدا يتحمل هذه الإجهادات التي هي بواقع الحال تساوي أضعاف الإجهادات الناتجة من الأحمال والأوزان خصوصا للمناطق الحارة مما قد يسبب انهيار وفشل المنشآت بالإضافة إلى تكلفتها العالية وتكلفة صيانتها وبمقارنة الفضة مع الحديد نلاحظ أن الفضة لها تمدد حراري مقداره 9، 10 إنش لكل درجة مئوية واحدة بينما الحديد يتراوح بين (6 - 8، 10) إنش لكل درجة مئوية واحدة وهو بكل الأحوال أقل من الفضة وهذا يعني أن استخدام الفضة كسقف يرهق كاهل مستخدمه بأمور عديدة لا طاقة له بها وهذا كله يسبب خواص هذا المعدن الذي ما أراد اللّه تعالى للكفار بتكريمهم الاستدراجي به إلا إهانتهم وإذلالهم واستدراجهم وفي هذا الأمر دعوة إلى الإخوة الباحثين في هذا المجال أن يزيدونا من علومهم ونتائج بحوثهم ففي هذا الأمر مجال واسع للبحث؟.
نقطة أخرى تتعلق بإمكانية الفضة العالية لاستنساخ الصورة إذا ما عرضت إلى الضوء (مع الفضة)، وفي هذا إقرار قرآني إلى أن هذه السقوف الفضية ستشهد على أصحابها بما يفعلوه.

الصفحة 92