كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

الفصل السادس أرض مكة
يبدر سؤال مهم في بال أي شخص متدبر لشئون الخلق ومسيرتهم على هذه السفينة الفضائية، ألا وهو ما السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره اللّه تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث خاتم أنبياءه محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؟! ..
وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر اللّه وغيب اللّه، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم اللّه الذي لا نهاية له، ففي حقل الجيولوجيا الهندسية هنالك ما يعرف بعلم المساحة والخرائط .. في هذا العلم الجميل والواسع استطاع فريق علمي يرأسه د. حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية وقد كان هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه على الأرض إلا أنه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات فقد اتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات، حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستّ وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة، ولاحظ أنه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكانا لبيت اللّه الحرام «1». وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها لطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا
______________________________
(1) مجلة العربي العدد 237 - أغسطس 1978 ص 71.

الصفحة 93