كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 4)

ثم إن هناك مسائل أخرى غاية في الأهمية لمن أراد أن يبحث الموضوع بتجرد ودون عواطف:
1 - أن المكان لا يحصل فيه زلازل أو براكين:
لا يحصل زلازل في منطقة الحجاز وسهل العراق (الوادي الخصيب) لكون المنطقة تطفو على أفضل ارتفاع حراري تحتها، فالحرارة الداخلية لا تسمح لحصول الزلازل، كما وإن سطح المنطقة يعتبر جيولوجيا رمليا وطمويا وليس صخريا وهذا يشكل ما يسمى بالمخمد للإجهادات الاهتزازية فيمنع حصول الزلازل كما ستوضح الخرائط لاحقا، وهذا هو حمى اللّه لبيته العتيق .. وهذه معلومة مفيدة جدا، إذ يمكن من خلالها فهم أحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم التي تخص علامات قيام الساعة، من خروج نار من اليمن والحجاز تحشر الناس إلى محشرهم، فالاحتباس الحراري هذا آية ستعرض على أهل ذلك الزمان - على شكل نار - تؤكد لهم صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ويؤكد لنا حقيقة خدمة العلم لكتاب اللّه لا كما يروج له أعداء الإسلام من تناقض العلم والإيمان.
2 - ثبوت المناخ وحالة الطقس طيلة السنة:
أن المكان ذات مستوى مناخي وطقس ثابت طول أيام السنة، فالحرارة فيه تقريبا ثابتة والتي في مجملها تكون حارة حتى في الشتاء مما يجعل لبس ملابس الإحرام طيلة السنة يسير ولا يشكل حرجا لا من برد ولا من حر، فتغير أشهر وفصول السنة الشمسية مقابل أشهر الحج القمرية لن يشكل عائقا للحجاج الذين يأتون من أقطار الأرض على اختلاف مناخاتها ومن كل فج عميق لا من حيث الصحة ولا من حيث المصاريف أو غير ذلك، وكما ستجد ذلك موضحا بالخرائط الخاصة بالطقس.
3 - التوسط الجغرافي:
توسطها بين قارات وبحار الأرض وكما أسلفنا، فالوصول لها من جميع الطرق يسير وعلى اختلاف الأزمنة ومر الدهور، منذ أيام الجمال والسفن الشراعية وحتى أيامنا التي عرفت بتطور وسائل نقلها.
4 - الأمان وحماية البيت عن كل ما يجري في الأرض من أحداث:
الذي يقلّب صفحات التاريخ يتعجب لكون أن ما حصل لمكة المكرمة من أحداث وتقلبات تعتبر قليلة بل وتكاد تكون معدومة مقارنة بما حصل لسواها من المدن عبر التاريخ.
فإنك لا تجد مثلا أحداثا دامية أو مذابح أو أمور مشابهة حصلت لهذه المدينة عبر التاريخ. بل حتى ما حصل في حالات الصراعات القبلية في هذه المدينة منذ تكوينها بين خزاعة وجرهم أهل سيدنا إسماعيل عليه السلام، ومن ثم الغزوات الأجنبية كغزو الأحباش والذي ذكرنا قصته في الكتاب الأول، ثم في عهد البعثة الشريفة وما حصل في فتح مكة إذ أطلق الرحمة المهداة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للناس ولم يعاقبهم على ما فعلوه بالمسلمين، فحمى

الصفحة 99