كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 4)

مَنْصُور بن زِيَاد يجْحَد نعْمَة يحيى الْبَرْمَكِي
وَذكر فِي هَذَا الْكتاب: دَعَا الرشيد صَالحا صَاحب الْمصلى، حِين تنكر للبرامكة، فَقَالَ لَهُ: اخْرُج إِلَى مَنْصُور بن زِيَاد، فَقل لَهُ: قد صحت عَلَيْك عشرَة آلَاف ألف دِرْهَم، فاحملها إِلَيْنَا فِي هَذَا الْيَوْم، وَانْطَلق مَعَه، فَإِذا دَفعهَا إِلَيْك كَامِلَة قبل مغيب الشَّمْس، وَإِلَّا فاحمل رَأسه إِلَيّ، وَإِيَّاك ومراجعتي فِي شَيْء من أمره.
قَالَ صَالح: فَخرجت إِلَى مَنْصُور بن زِيَاد، وعرفته الْخَبَر.
فَقَالَ: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، ذهبت، وَالله، نَفسِي، ثمَّ حلف أَنه لَا يعرف مَوضِع ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم، فَكيف عشرَة آلَاف ألف دِرْهَم.
فَقَالَ لَهُ صَالح: فَخذ فِي عَمَلك.
فَقَالَ لَهُ: امْضِ بِي إِلَى منزلي، حَتَّى أوصِي، فَمضى مَعَه، فَمَا هُوَ إِلَّا أَن دخل منزله، حَتَّى ارْتَفع الصياح من مَنَازِله وَحجر نِسَائِهِ، فأوصى، وَخرج وَمَا فِيهِ دم.
فَقَالَ لصالح: امْضِ بِنَا إِلَى أبي عَليّ يحيى بن خَالِد، لَعَلَّ الله أَن يأتينا بفرج من عِنْده، فَمضى مَعَه إِلَى يحيى وَهُوَ يبكي.
فَقَالَ لَهُ: مَا وَرَاءَك؟ فَقص عَلَيْهِ الْقِصَّة، فقلق يحيى لأَمره، وأطرق مفكرًا، ثمَّ دَعَا بخازنه،

الصفحة 10