كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 4)

الهائم الراوية يقتل أسودًا مصابًا بداء الْكَلْب
وحَدثني الهائم الراوية، قَالَ: كنت أَسِير من الشَّام، أُرِيد الْعرَاق، فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَى قَرْيَة فِي بعض الطَّرِيق، لَقِيَنِي خراساني مَعَه مخلاة.
فَقَالَ: أَيْن تُرِيدُ؟ فَقلت: بَغْدَاد.
فَقَالَ: أَنا رفيقك، فاصطحبنا وسرنا إِلَى قَرْيَة خراب على شاطئ الْفُرَات فِي بَريَّة الشَّام.
فَرَأَيْنَا على بَاب الْقرْيَة رجلا أسود، مُنكر الْخلقَة، عُريَانا، لَا يواريه شَيْء أَلْبَتَّة، فَعدا مجفلًا عَنَّا.
فَدَخَلْنَا الْقرْيَة، وَجَلَسْنَا فِي دَار خراب على شاطئ الْفُرَات، وأخرجنا زادًا كَانَ مَعنا، وأقبلنا نَأْكُل.
فَرَأَيْنَا الْحِجَارَة تجيئنا متداركة، حَتَّى خفنا أَن نهلك بهَا، وَمَا تمالكنا أَن نقوم إِلَّا بِجهْد.

الصفحة 25