كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 4)
تَعْذِيب الْعمَّال المطالبين بضربهم بالمقارع وَوضع الْحِجَارَة على أكتافهم
وَذكر مُحَمَّد بن عَبدُوس، فِي كِتَابه (كتاب الوزراء) ، قَالَ: حَدثنِي أَحْمد بن عَليّ بن بَيَان، قرَابَة ابْن بسطَام، قَالَ: قَالَ لي سُلَيْمَان بن سهل البرقي، وَكَانَ أستاذ أبي الْعَبَّاس بن بسطَام.
انصرفت من بعض الْأَعْمَال، فألفيت عمر بن فرج يتقلد الدِّيوَان، وَكَانَ فِي نَفسه عَليّ شَيْء، فأخفيت نَفسِي، وسترت أَصْحَابِي.
فطلبني، وأذكى الْعُيُون عَليّ، فَلم يصلوا إِلَيّ، فَأمر أَن يعْمل لي مُؤَامَرَة تشْتَمل على ثَلَاث مائَة ألف.
وَكَانَت بيني وَبَين نجاح بن سَلمَة مَوَدَّة، فَأَنا فِي عَشِيَّة من العشايا، فِي استتاري، إِذْ وَردت عَليّ رقْعَة نجاح يَأْمُرنِي بالمصير إِلَيْهِ.
فَلَمَّا صرت إِلَيْهِ، قَالَ لي: صر إِلَى عمر بن فرج، وَسلم عَلَيْهِ، وعرفه أَنِّي قد بعثت بك إِلَيْهِ.
قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا سَيِّدي، انْظُر مَا تَقول، فَإِنَّهُ قد نذر دمي، فَكيف أمضي إِلَيْهِ هَكَذَا؟
الصفحة 43