كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

قال: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» (¬1) وفيه أحاديث كثيرة معروفة تنهى عن ذلك، وجاء ببعض الأحاديث أن الإنسان إذا وجد شيئًا منها يقول: «اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ ضَرَرَ إِلاَّ ضَرك» (¬2) الحديث المشهور.
وعلى كل حال فالتطير والتشاؤم من صفات الكفار، وعلى المسلمين اجتنابه، وأن يتوكلوا على الله، ولا ينبغي لهم أن يمنعهم التطير من سفر، ولا أن يجزعوا من التطير. واعلموا أن الأمور بيد الله، وأن الشؤم الحقيقي الذي يستجلب كل الضرر هو مخالفة رب العالمين (جل وعلا)، أما كل فعل لم يخالف به الله فهذا لا ضرر فيه ولا طيرة؛ لأن الله ما أباحه إلا لأنه لا ضرر فيه. وعلى المسلم أن يتحرز من هذا كله، ولا يتشاءم بشيء، وأن يبني الأمور على التوكل
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد (1/ 389، 438، 440)، والبخاري في الأدب المفرد حديث رقم (912)، وأبو داود في الكهانة والتطير، باب: في الطيرة. حديث رقم (3892)، (10/ 405)، والترمذي في السير، باب ما جاء في الطيرة. حديث رقم (1614)، (4/ 160)، وقال: «حسن صحيح» اهـ. وابن ماجه في الطب، باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة. حديث رقم (3538)، (2/ 1170)، والحاكم (1/ 17 - 18)، والطيالسي في المسند ص47، والطحاوي في المشكل (1/ 358)، وشرح المعاني (4/ 312)، وابن حبان، الإحسان (7/ 642)، والبيهقي (8/ 139)، والبغوي في شرح السنة (12/ 177 - 178)، من حديث ابن مسعود (رضي الله عنه). وهو في صحيح الأدب المفرد برقم (698)، السلسلة الصحيحة برقم (429)، صحيح أبي داود (3309)، صحيح ابن ماجه (2850)، غاية المرام (303)، صحيح الترمذي (1314).
(¬2) أخرجه أحمد (2/ 220)، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص117، ولفظه: «اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك».

الصفحة 108