كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أدرِيْ ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ

ومن الدليل على أن النساء ربما دَخَلْنَ في القوم بحكم التبع: قوله تعالى في بلقيس: {وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)} [النمل: آية 43] وهذا معنى قوله: {وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} [الأعراف: آية 133].
المجرمون: جمع تصحيح للمجرم، وهو اسم فاعل الإجرام، والمجرم هو مرتكب الجريمة، والجريمة: الذنب الذي يستحق صاحبه التنكيل والعذاب، وهذا معنى قوله: {فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} [الأعراف: آية 133].
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135)} [الأعراف: الآيتان 134، 135].
هذه الآية كأنها تُقرأ عند كل واحدة من الآيات السابقة {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)} [الأعراف: آية 130] قوله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [الأعراف: آية 133] أي: ولما عُذبوا بالطوفان ووقع عليهم رجز الطوفان {قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} فلما رفعه عنهم ووقع عليهم رجز الجراد {قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الأعراف: آية 134].
[وقوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ}]

الصفحة 125