كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

[الأعراف: آية 141] أي: بلاء بالشر -والعياذ بالله- عظيم من ربكم.
والبلاء يكون بالخير ويكون بالشر كما هو معروف (¬1)، {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: آية 168].
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)} [الأعراف: آية 142].
قرأ هذا الحرف عامّة القراء غير أبي عمرو {وَوَاعَدْنَا مُوسَى} بألف بين الواو والعين من المواعدة. وقرأه أبو عَمْرٍو وحْدَهُ: {وَوَعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} من غير ألف بين الواو والعين (¬2). ومعنى القراءتين واحد.
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى} صيغة الجمع في قوله: {وَوَاعَدْنَا} للتعظيم، كان الله وعد نبيه موسى أنه إن أهلك عدوه وأراح قومه من تعذيب فرعون وإهانته لهم أن الله يُنزل عليه كتابًا فيه شَرْعٌ تَامٌّ، وأوامِرُ ونواهٍ، وشريعة كاملة؛ وذلك الكتاب الموعود به هو التوراة، فلما جاوزوا البَحْرَ جَاءَ وقت الميقات فذهب موسى إلى الميقات، وكان أولاً ثلاثين، وقال لبني إسرائيل: إن الميقات ثلاثون فقط؛ لأنه ما كان يدري عن العشرة التي صار بها أربعين. والمفسرون يقولون: إن سبب العشرة: أن الله وعد موسى ثلاثين ليلة -يقول جماهير من أهل
¬_________
(¬1) راجع ما سبق عند تفسير الآية (42) من سورة الأنعام.
(¬2) انظر: المبسوط لابن مهران ص129.

الصفحة 140