كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

متواترة لا يطعن فيها إلا ملحد، والمعتزلة يحاولون دفعها، وهي لا تُدفع بالتأويلات الباطلة، والكلام الذي لا طائل تحته، فتحصّل أن التحقيق أن رؤية المؤمنين لربهم أنها في دار الدنيا جائزة عقلاً، وأنها في الآخرة واقعة شرعًا، فهي في دار الدنيا جائزة عقلاً غير واقعة شرعًا، وفي الآخرة واقعة شرعًا بلا نزاع ممن يُعتد به لتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في الأحاديث المتواترة.
وما استدل به المعتزلة على استحالة رؤية الله: أما الأدلة العقلية التي يزعمون فكلها فلسفات باطلة لا طائل تحتها، كزعمهم أن رؤية الله تستلزم الجهة، وأن ذلك محال، وتستلزم أنواعًا من المقابلات، وأن كل ذلك محال، وأنهم يقولون: لو خيلنا أن بين العبد وربه حين

الصفحة 151