كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

{فَاغْفِرْ لَنَا} الغفر في لغة العرب: معناه الستر، ومنه سُمِّي المغفر مغفرًا؛ لأنه يستر الرأس، والمراد به سَتْر الذنوب ومحْوها حتى لا يَظْهَرَ لها أثر يَتَضَرَّر به صاحبها (¬1).
{وَارْحَمْنَا} الرحمة: صِفَة معروفة من صفات الله تظهر آثارها في خَلْقِهِ، وهي على التحقيق صفة معنى قائمة بالذات، غلط كثيرٌ من المتكلمين زعم أنها من صفات الأفعال، كما هو معلوم في محله.
{وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} الذين يغفرون الذنوب؛ لأن مَنْ غَفَرَ في الدنيا قد يغفر لتحسن سمعته ( ... ) (¬2).
[20/أ] / {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شيء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الاعراف: آيات 156 - 159].
¬_________
(¬1) انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الغين، باب الغين والفاء وما يثلثهما، (مادة: غفر) ص811، المفردات (مادة: غفر) ص609.
(¬2) في هذا الموضع انقطع التسجيل.

الصفحة 199