كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

الناس بالحق الذي علموه من كتاب الله، وأنهم يعدلون به العدل الذي هو ضد الجور، هذا هو الظاهر (¬1).
يقول الله جل وعلا: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف: آية 158].
أمر الله (جل وعلا) نبينا صلى الله عليه وسلمَ في هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف أن يقول لجميع الناس أسودهم وأحمرهم: إنه رسولٌ إليهم من رب السماوات والأرض، وهذه من المسائل التي فضله الله بها (صلوات الله وسلامه عليه) على جميع الرسل؛ لأنه فُضل بخصال لم يُعْطَها أحد قبله من الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم)، كما جاء مبيّنًا في الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم، فقد أُحلت له الغنائم ولم تُحل لأحد قبله، كانوا يحرقونها بالنار، وقد جُعلت له الأرض مسجدًا وطهورًا، وقد نصره الله بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وأرسله إلى كافة الناس (صلوات
¬_________
(¬1) تنبيه: هذا الموضع هو آخر درس للشيخ (رحمه الله) في رمضان سنة (1390 هـ) كما هو مُثبت على إحدى النسخ. وقد قال (رحمه الله) في خاتمة هذا المجلس: «ونستودعكم الله -أيها الإخوان- ونرجو أن تكون مجالسنا هذه من مجالس الخير، وأن نكون من الذين يتعاونون على البر والتقوى؛ لأنَّا نريد العمرة إلى مكة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» اهـ ولعل هذا الدرس كان في (24/ 9/1390هـ) لأن الدرس الذي قبله كان في (23/ 9/1390). ثم لما بدأ (رحمه الله) في دروس التفسير في اليوم الأول من رمضان المبارك عام (1391هـ) [كما هو مثبت على إحدى النسخ] أعاد تفسير الآيتين (158، 159). وهذا سبب التكرار الذي قد يتساءل عنه القارئ الكريم.

الصفحة 223