كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)
بالإقرار، وتصديق الجوارح بالعمل (¬1).
{فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم. قرأ هذا الحرف عامة القراء غير نافع: {فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ} بالإدغام. وقرأه نافع وحده: {ورسوله النبيء الأمي} ونافع في جميع القرآن قرأ (النبيء) و (النبيئين) و (الأنبئاء) بالهمزة المحققة إلا حرفين في سورة الأحزاب وافق الجمهور فيهما بالتشديد في رواية قالون عنه خاصة دون ورش، كما هو معروف في قراءته (¬2).
أما على قراءة نافع: {ورسوله النبيء الأمي} فالنبيء: فاعل من النبأ، والنبأ في لغة العرب: هو الخبر الذي له خطب وشأن، فالنبأ أخص من مطلق الخبر، فكل خبر نبأ وليس كل نبأ خبرًا؛ لأن العرب لا تكاد تُطلق النبأ إلا على خبر له شأن وخطب (¬3)؛ فلو قال قائل: «جاءنا اليوم نبأ عن حمار الحجام» لما كان هذا من كلام العرب؛ لأن خبر حمار الحجام لا أهمية له ولا خطب له، فلا يُسمى نبأ وإنما يقول له: خبر. هكذا حققه بعض علماء العربية.
أما على قراءة الجمهور: {فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ} ففيه وجهان:
أحدهما: أن معناه كمعنى قراءة نافع، وأن الهمزة أُبْدلت ياء، وأُدغمت الياء في الياء، كقراءة ورش عن
¬_________
(¬1) مضى عند تفسير الآية (48) من سورة الأنعام.
(¬2) تقدمت هذا القراءات وتوجيهها عند تفسير الآية (112) من سورة الأنعام.
(¬3) مضى عند تفسير الآية (89) من سورة الأنعام.