كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

المتكلمون جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها، وكل منهما حق، وهذا لائق بموصوفه، وهذا لائق بموصوفه، وبينهما من الفرق كما بينّا.
ومن أكبر ذلك: الصفات التي يسمونها: (الصفات الجامعة) التي تدل على العظمة واستلزامها لجميع الصفات، كالكِبَر، والعِظَم، والعلو، والملك، وما جرى مجرى ذلك، فقد وصف (جل وعلا) نفسه بأنه عَلِيٌّ عظيم قال: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: آية 255] ووصف بعض خلقه بالعلو فقال: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: آية 57] {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} [مريم: آية 55] ووصف بعض خلقه بالعِظَم فقال: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: آية 63] {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا} [الإسراء: آية 40].
وصف نفسه بالمُلك فقال: {يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة: آية 1] {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} [الحشر: آية 23] وقد وصف [بعض خلقه] (¬1) بالملك {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ} [يوسف: آية 54] {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء} [آل عمران: آية 26] إلى غير ذلك من الآيات.
ووصف (جل وعلا) نفسه بالكِبَر فقال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: آية 34] {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد: آية 10] ووصف بعض خلقه بالكِبَر فقال: {لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: آية 7] {إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: آية 31] ونحو ذلك من الآيات.
¬_________
(¬1) في الأصل: «نفسه». وهو سبق لسان.

الصفحة 24