كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

وقول نابغة ذبيان (¬1):
دارٌ لأَسْمَاءَ بالغَمْرينِ ماثلةٌ ... كالوَحْيِ ليسَ بها مِن أَهْلِهَا أَرِمُ

وقول نابغة ذبيان أيضًا (¬2):
لِمَنِ الدِّيَارُ غَشيتُها بالفَدْفَدِ ... كالوَحْي في حَجَرِ المَسِيلِ المُخْلِدِ

ومنه قول ذي الرمة (¬3):
سِوَى الأَرْبَعِ الدُّهْمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ فِي بُطُونِ الصَّحَائِفِ

وقول جرير (¬4):
كأنَّ أَخَا الكتابِ يَخُطُّ وحْيًا ... بِكَافٍ في مَنَازِلِهَا وَلاَمُ
وهو كثير مشهور، وهذا معنى قوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى} نبي الله موسى بن عمران {إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ} حين استسقاه قومه. والمقرر في فن التصريف أن (استفعل) من أبنية الطلب؛ لأن السين والتاء تدلان على الطلب، فاستسقى معناه طلب السقيا، واستطعم طلب الطعام، واستنزل طلب النزول، إلى غير ذلك.
{إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ} طلبوا منه السقيا، أن يسأل الله لهم فيسقيهم.
وقوله: {أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ} (أن) هذه هي التي يسميها
¬_________
(¬1) البيت في اللسان (مادة: أرم) (3/ 893)، ونسبه لزهير. وليس في ديوان النابغة.
(¬2) البيت في ابن جرير (13/ 270)، القرطبي (7/ 322).
(¬3) مضى عند تفسير الآية (112) من سورة الأنعام.
(¬4) السابق.

الصفحة 253