كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)
علماء العربية: (أن المُفسِّرة) وضابطها: أن يتقدمها معنى القول ولا يكون فيه حروف القول (¬1)؛ لأن {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى} يتضمن معنى (قلنا لموسى) وليس فيه [حروف] (¬2) القول، ومعنى كونها تفسيرية: أن ذلك الذي أُوحي إلى موسى يفسره ما بعد (أن) وهو الأمر بضرب الحجر لتنبجس منه اثنتا عشرة عينًا. وبعض علماء العربية يقولون: لا مانع من دخول أن المصدرية على الأفعال الطلبية، وعليه فتكون مصدرية على هذا القول.
قوله: {أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ} [الأعراف: آية 160] العصا معروفة، يعرفها كل أحد، وألفها مبدلة من واو، فلو ثنيت لقيل فيها: (عَصَوَان) ومنه قول ذي الرمة -غيلان بن عقبة (¬3) -:
فجاءَتْ بنَسْجِ العنكَبُوتِ كأنَّهُ ... على عَصَوَيْهَا سابِريٌّ مُشَبْرَقُ
وقوله: {الْحَجَرَ} قال بعض العلماء: هذه الألف واللام تدل على عهد، وأنه حجر كان معهودًا عند موسى. وبعض العلماء يقول: هي لمطلق الجنس. وفيه هنا مقالات إسرائيلية لا يثبت شيء منها (¬4). قوم زعموا أنه حجر مربع كان يحمله في التيه معه في مخلاته ويضربه [بالعصا] (¬5) فكل جهة من جهاته الأربع تنفجر فيها ثلاث عيون، ويكون المجموع اثنتا عشرة عينًا. وقال بعض العلماء: هو كلما نزل في محل أخذ حجرًا منه وضربه فانفجرت منه تلك العيون. وقال
¬_________
(¬1) مضى عند تفسير الآية (151) من سورة الأنعام.
(¬2) في الأصل: «معنى» وهو سبق لسان.
(¬3) البيت في اللسان (مادة: عصا) (2/ 802).
(¬4) انظر: ابن جرير (2/ 120).
(¬5) في الأصل: «بالحجر» وهو سبق لسان.