كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

شيئًا} [الكهف: آية 33] يعني: ولم تنقص منه شيئًا كما سيأتي. وهذا معنى قوله: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} [الأعراف: آية 162] يعني وضعوا الأمر في غير موضعه حيث قابلوا نعم الله بالعصيان، وعصوا الله، وأطاعوا إبليس.
بدَّل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم وهو (حطة) بدلوه قولاً غير الذي قيل لهم فقالوا: حبة في شعرة، أو حنطة في شعيرة، أو غير ذلك من الألفاظ. وقد قدمنا أن كون الذي قالوه (حبة في شعرة) ثابت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة (¬1).
وقوله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ} هو معنى: {فَأَنزَلْنَا} [البقرة: آية 59] عليهم في سورة البقرة.
{رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ} الرجز بكسر الراء: العذاب. قال المفسرون: هو طاعون أنزله الله بهم فأهلك منهم سبعين ألفًا في مدة قليلة.
وقوله: {بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} [الأعراف: آية 162] الباء سببية و (ما) مصدرية. أي: بسبب كونهم ظالمين واضعين الأمر في غير موضعه حيث يعصون الله ويطيعون الشيطان، ويقابلون النعم بالمعاصي. وهذا معنى قوله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} [الأعراف: آية 162].
{واسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)} [الأعراف: آية 163].
¬_________
(¬1) مضى عند تفسير الآية (59) من سورة البقرة.

الصفحة 270