كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

الآدميين الذين لم يُمسخوا فيجيئه ويتمسح به ويبكي، وأن الآدميين يقولون: ألم ننهكم عن انتهاك حرمات الله؟ وأنهم يشيرون برؤوسهم أن نعم -هكذا- وسيأتي هذا مفصلاً بحسب الآيات التي ذكره الله فيها من سورة الأعراف هذه. وهذا معنى قوله: {واسْأَلْهُمْ} يا نبي الله.
قرأه أكثر السبعة: {واسْأَلْهُمْ} وخفف بعضهم بنقل الحركة (¬1) {وسَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ}.
{حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} معناها: مَبْنِيَّةً على شاطئه بحضرته قريبًا منه، وهو على ما يقوله أكثر المفسرين قرية تسمى (أيلة) خلافًا لمن زعم أنها (مدين)، ومن زعم أنها (طبرية)، ومن زعم أنها تُسمى مَعَنَّى (¬2)، ومن زعم أنها تُسمى (مقنات) فكل هذا إسرائيليات، ولكن أكثر الأخبار والروايات أنها (أيلة) كما ذكرنا (¬3). وهذا معنى قوله: {واسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [الأعراف: آية 163] اسألهم عنهم حين {يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ}.
¬_________
(¬1) انظر: الإتحاف (2/ 66).
(¬2) جاء في تفسير مبهمات القرآن (1/ 495) ما نصه: « ... وقيل: (مقْنَا) بالقاف ساكنة، ويقال: (مقْنات)، و (معَنَّى) بالعين المفتوحة ونون مشددة، وهي ساحل مدين» اهـ. وقد أفاد محقق الكتاب أن (مغَنَّى) كُتبت في جميع نُسخ الكتاب بالعين المهملة المفتوحة، وقد اعتمد في كتابتها بالغين على المحرر الوجيز لابن عطية؛ لأن المؤلف صرح بنقلها عنه. والمقصود أن (معَنَّى) سواء كانت بالغين أم بالعين هي و (مقْنات) مكان واحد.
(¬3) انظر: ابن جرير (13/ 180 - 182)، القرطبي (7/ 304)، الدر المنثور (3/ 136)، تفسير مبهمات القرآن للبلنسي (1/ 494 - 495).

الصفحة 274