كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

عقبيه وقال: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (¬1) [الأنفال: الآية 48]، وبعد ذلك تقول قريش: خذلنا سراقة وهرب عنا. ولم يعلموا أنه الشيطان حتى أسلموا وسمعوا قصته تُتلى في سورة الأنفال هذه (¬2)،
فلما قال لهم الشيطان: إني جار لكم من بني بكر، وخرجوا، وكان أمية بن خلف -من سادات قريش - هَمَّ أن لا يخرج؛ لأنه كان صديقًا لسعد بن معاذ (رضي الله عنه) في الجاهلية، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل عند سعد، وكان سعد إذا مر
¬_________
(¬1) انظر: البداية والنهاية (3/ 259، 283).
(¬2) خبر مجيء الشيطان يوم بدر على صورة سراقة بن مالك (رضي الله عنه) جاء في روايات عدة عن جماعة، منهم:
1 - ابن عباس. عند ابن جرير (14/ 7) (من طريق ابن أبي طلحة)، وابن أبي حاتم (5/ 1715)، والبيهقي في الدلائل (3/ 79). وعزاه في الدر (3/ 190) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والواقدي.
2 - رفاعة بن رافع الأنصاري. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 77) وعزاه للطبراني، وقال: «وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف» اهـ وعزاه في الدر (3/ 190) للطبراني وأبي نعيم في الدلائل.
3 - السدي. عند ابن جرير (14/ 8).
4 - عروة بن الزبير. عند ابن جرير (14/ 8).
5 - ابن إسحاق عند ابن جرير (14/ 8).
6 - محمد بن كعب عند ابن جرير (14/ 11).

7 - يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد. عند ابن أبي حاتم (5/ 1715). وقد ذكر ابن كثير (2/ 317) بعض هذه الروايات، وأورد غيرها من طريق الواقدي وابن إسحاق.

الصفحة 496