كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 4)
وأنت ترى أنك ترفض، فقال أبو علي: والله ما أعيا عن جوابك، ولا أعمى عن مسابك، ولكني أكون لنسبك خيراً منك له.
أنشد العتبي للنجاشي: الطويل
وأحلف ما شتمي لكم إن شتمتكم ... بسر ولا مشيي لكم بدبيب
ولا ودكم عندي بعلق مضنة ... ولا سخطكم عندي بجد مهيب
كاتب: أما بعد، فإنه لا شيء أدل على مضمر جفاء، وقلة وفاء، من ترك الزيارة في المحضر، والمكاتبة في المغيب، وكل ذلك قد بدا لنا منك، فإن حملنا أمرك على سبيل الرأي، وسلكنا بك نهج الحزم، فقد صفرت أيدينا منك، وفقدناك من عدد إخوانك، وإن سامحنا فيك الهوى واتبعناه، وجرينا في عنانه وأطعناه، فعن قليل يصيرؤ الظن إيقاناً، والشك عرفاناً.
قال أعرابي: من هزل جواده في الرخاء قام به في الشدة؛ يقال: هزل غيره وهزل هو، وأهزل إذا هزلت ماشيته، والهزل منه، كأنه كلام غث ليس بسمين.
وأنشد: الوافر
لعمرك لم أبح لهم بسر ... جعلت بحفظه صدري ضنينا
ولكن رجموا ظنا فلما ... ذعرت لظنهم علموا يقينا
ومن يرني نحيف الجسم أبكي ... بلا شك يظن بي الظنونا
الصفحة 182
247