كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 4)

للحارث المخزومي: الطويل
تبعتك إذ عيني عليها غشاوة ... فلما أنجلت قطعت نفسي ألومها
فما بي إذا أقصيتني من ضراعة ... ولا أفتقرت نفسي إلى من يسومها
عطفت عليك النفس حتى كأنما ... بكفيك بؤسي أو لديك نعيمها
قال فيلسوف: أشد الناس مصيبة مغلوب لا يعذر، ومبتلى لا يرحم.
الجواب عن حروف اللغة التي تقدمت، فاسمع وأحفظ فإنها قد تلقفت من أفواه العلماء بعد الخدمة والصبر.
أما البر فخلاف البحر، وهي بلاد لا حيطان فيها، ولا نعتقد أن البلد لا تكون إلا ما فيها حيطان، ولم أقل لا أبنية فيها لأن جزيرة العرب بر وفيها أبنية وهي أخبيتهم، والبلد يقال له الملزم، ومنه تبلد في أمره أي تلازم في نفسه أي تجمع؛ ويقال البلد الأبر. والبحر معروف، وكأنه من السعة، ومن أجله قيل: فلان بحر، إذا وصف بغزارة الندى أو العلم، وأجرى النبي صلى الله عليه وسلم فرساً وقال: إنا وجدناه بحراً، أي واسع الجري جواداً، ومنه تبحر

الصفحة 225