كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 4)

قال الأصمعي: قال الحارث بن عوف بن أبي حارثة للنبي صلى الله عليه وسلم: أجرني م لسان حسان، فلو مزج البحر لامتزج فحدثت به ابن عائشة فقال: يا ابن أخي، أوجعه قوله: الكامل
وأمانة المري حيث لقيته ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
قال المختار لرجل: ضع لي حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني كائن بعده خليفة ولك عشرة آلاف درهم، فقال الرجل: أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا، ولكن عن بعض الصحابة وأحطك في السعر.
ولم يذكر الأصمعي من هذا الرجل؛ ومن الطريف أنه استجاز الكذب على بعض الصحابة، ولو كان امتناعه من الحذب على غيره. وما أدري ما أقول ف هذا الفن من الناس، فقد ولله شانوا وجه الدين لأنك لا ترى إلا من أغرق في طلب النيا إمال بسيف قد سله، أو بلسان قد أطاله، أو رياء قد احتجنه، أو خبيئة قد اشتمل عليها؛ نسأل الله العياذ فقد عم البلاء.
قال القحذمي، قال ابن العرق: رأيت المختار مشتور العين

الصفحة 36