كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 4)

فمن ذا الذي يخشاكم لملة ... ومن ذا الذي يغشاكم بسلام
رضيتم من الدنيا بأيسر بلغة ... بشرب مدام أو بلثم غلام
ولم تعلموا أن اللسان موكل ... بمدح كرام أو بذم لئام
كاتب: أشد من كرب الشوق، وأفطع من حرق الفراق، ما تضمنه صدر من لا تساعده دموعه، ولايطاوعه لسانه، فترى الزفرات تتردد في أحشائه، والغموم تتلظى تحت جوانحه، ولو انطلقت عبرته وأسمح لسانه، لطفي بعض ما يعانيه، ولهذا نبذ ما يقاسيه، وإن كان قدر التبل بفراقك أعظم من أن يوازن بالبكاء، ومقدار الصبابة إليك أقوى من أنيستدرك بالاكتئاب.
قال الزيادي، قال السري: النبيذ صاوبن الغم.
شاعر: الخفيف
رب ليل وصلته بنهار ... ورضاب مزجته بعقار
ومدام أدرتها بيمين ... وصلاف أخذتها بيسار
وصغار شربتها بحبيب ... وحبيب صرعته بكبار
وظباء جمعت بين لذيذ ال ... عيش بيني وبينها في إزار

الصفحة 89