كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)

أَوْلَاده فِي تجهيز تقدمة جليلة للسُّلْطَان تشْتَمل على خُيُول وتحف وجواهر فقبلها السُّلْطَان وَوَعدهمْ بِخَير. وَفِيه أنعم السُّلْطَان الْكَامِل شعْبَان على الْأَمِير أرغون الصَّالِحِي بتقدمة ألف ورسم أَن يُقَال لَهُ أرغون الكاملي ووهب لَهُ فِي أُسْبُوع وَاحِد ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم وَعشرَة آلَاف أردب من الأهراء. ورسم لَهُ بدر شاد الشرابخأناه وَأَن يعمر لَهُ من مَال السُّلْطَان بجواره قصر على بركَة ألفيل ويطل على الشَّارِع وَأقَام السُّلْطَان الْأَمِير آقجبا شاد العمائر على عِمَارَته وَفِي هَذَا الشَّهْر: شرع الْأَمِير غرلو شاد الدَّوَاوِين يستخدم الْوُلَاة وَالْكتاب على مَال يحمل لبيت المَال فَلم يل أحد بعد ذَلِك الا بِمَال. واستجد غرلو أَيْضا مَالا فِي المقأيضاً ت والنزولات عَن الإقطاعات يحمل لبيت المَال. وَجعل على عِبْرَة الدِّينَار دِينَارا فاذا كَانَ الإقطاع عِبْرَة مائَة دِينَار حمل عَنهُ لبيت المَال مائَة دِينَار وَلم يلْتَفت السُّلْطَان لقَوْل الْأُمَرَاء وأجابهم بِأَن هَذَا كَانَ يَأْخُذهُ ديوأن الْجَيْش. وَفِي يَوْم الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الآ خر: ركب السُّلْطَان إِلَى السرحة بسرياقوس وَمَعَهُ حريمه. فَنصبت لَهُنَّ الخيم فِي الْبَسَاتِين وأخليت المناظر الَّتِي لِلْأُمَرَاءِ حَتَّى نزل أكثرهن بهَا. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: قدم أَوْلَاد الْأَمِير طقزدمر إِلَى سرياقوس بِخَبَر وَفَاة أَبِيهِم فَلم يُمكن السُّلْطَان الْأُمَرَاء من الْعود إِلَى الْقَاهِرَة للصَّلَاة عَلَيْهِ فَدفن بخأنكاته بالقرافة. وَأخذت خيله وجماله وهجنه إِلَى الإصطبل السلطاني وقيدت إِلَى سرياقوس على الْعَادة. ورسم السُّلْطَان أَن تعْمل أوراق بمتوفر إقطاع طقزدمر وَمَا عَلَيْهِ من حُقُوق القنود وَسَائِر مَا سومح بِهِ مِمَّا عَلَيْهِ للديوأن فِي حَيَاته من جَمِيع الْأَصْنَاف فَلم تزل أَوْلَاده تقدم التقادم الجليلة حَتَّى وعدوا بتقدمة سلطانية. وَفِيه خلع على الْأَمِير رسلأن بصل وَاسْتقر حاجباً ثأنياً مَعَ بيغرا ورسم لَهُ أَن يحكم بَين النَّاس. وَفِيه خلع على الْأَمِير ملكتمر السرجوأني وَاسْتقر فِي نِيَابَة الكرك وأنعم بإقطاعه على الْأَمِير طشتمر طلليه وأنعم بإقطاع طشتمر على الْأَمِير قبلاي. وَفِيه طلب السُّلْطَان العربأن الَّذين اتهموا بقتل ابْن الرديني وَأخذ مِنْهُم مائَة ألف دِرْهَم مصادرة.

الصفحة 12