كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)

الْأَمْوَال ويفتحون لَهُ أَبْوَاب الْمَظَالِم. واستدعى غرلو طغيتمر متولى البهنسي وألزمه بِحمْل أربعمالة ألف دِرْهَم وأخرق بِهِ. وَقدم جمال الدّين سُلَيْمَان بن رَيَّان من حلب وبذل فِي نظر الْجَيْش بهَا ألف دِينَار حملت إِلَى بَيت المَال ووعد بِمِائَتي إكديش. فَخلع عَلَيْهِ وَتوجه مَعَه بريد لإحضار الْخَيل. وَفِيه رسم بِقطع جَمِيع مَا هُوَ مُرَتّب على الْحَوَائِج خاناه من التوابل لِلْأُمَرَاءِ وَالْكتاب وَغَيرهم. وَطلب عدَّة من مباشري الْوَجْه القبلي وَالْوَجْه البحري سلمُوا إِلَى غرلو فصادرهم. وَفِيه قدم الْبَرِيد من حلب بِوُقُوع الْحَرْب بَين الشَّيْخ حسن صَاحب بَغْدَاد وَبَين سُلْطَان شاه وَأَوْلَاد دمرداش انتصر فِيهَا الشَّيْخ حسن. والتجأ سُلْطَان شاه إِلَى ماردين فحصره الشَّيْخ حسن بهَا أَيَّامًا وأفسد ضياعها ثمَّ سَار عَنْهَا بِغَيْر طائل. وَفِيه هم السُّلْطَان أَن ينعم على غرلو بإمرة مائَة وتولية الوزارة ونيابة دَار الْعدْل فَلم يُوَافقهُ الْأَمِير أرغون العلائي على ذَلِك وأبطل أمره. وَفِيه عمل السُّلْطَان داير بَيت حَرِير مزركش عمل فِيهِ مبلغ أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَعمل أَيْضا لحريمه عشْرين بغلوطاق صدر فِي كل بغلوطاق ألف دِينَار زركش. وَفِي عشري رَجَب: خلع على فَخر الدّين بن السعيد وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عوضا عَن علم الدّين بن زنبور. وخلع على ابْن زنبور وَاسْتقر كَمَا كَانَ فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة فَكَانَت مُدَّة مُبَاشرَة ابْن زنبور نظر الْخَاص نيفاً وَثَمَانِينَ يَوْمًا. وَفِيه عزم على إنْشَاء مدرسة مَوضِع خَان الزَّكَاة وَنزل الْأَمِير أرغون العلائي والوزير لنظره. وَكَانَ النَّاصِر مُحَمَّد قد وَقفه فَلم يُوَافق الْقُضَاة على حلّه. وَفِي مستهل شعْبَان: اسْتَقر تَاج الدّين مُحَمَّد بن المزين خضر بن عبد الرَّحْمَن فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن بدر الدّين مُحَمَّد بن فضل الله. وَفِيه كَانَ عرس السُّلْطَان على بنت طقزدمر وَعمل لَهَا مهما مُدَّة سَبْعَة أَيَّام بليإليها اجْتمع فِيهِ نسَاء الْأُمَرَاء جَمِيعًا. وَكَانَت فِيهِ عدَّة جوق مغانى حصل لَهُنَّ من الذَّهَب وَالْفِضَّة وتفاصيل الْحَرِير شىء يجل وَصفه وَبلغ نصيب ضامنة المغاني. بمفردها ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم سوى بَقِيَّة المغاني.

الصفحة 14