كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)

وَفِيه اسْتَقر تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن مراجل نَاظر دمشق عوضا عَن بهاء الدّين أبي بكر ابْن سكرة بعد مَوته. وَكَانَ ذَلِك بعناية الْأَمِير أرغون العلائي فَأَنَّهُ كَانَ بعد عَزله من نظر الدولة ولاه نظر الْخَاص بِدِمَشْق ثمَّ انْتقض أمره. وَفِي مستهل شهر رَمَضَان: خلع على قشتمر وَإِلَى الجيزة وَاسْتقر شاد الدَّوَاوِين رَفِيقًا للأمير غرلو. وَفِيه خلع على نجم الدّين دَاوُد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الزيبق بِولَايَة الجيزة. وَفِيه اسْتَقر الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن اللبان فِي تدريس الْمدرسَة الناصرية بجوار قبَّة الشَّافِعِي بالقرافة عوضا عَن ضِيَاء الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المناوى بعد وَفَاته. وَكَانَ ذَلِك بعناية الْأَمِير جنكلى بن البابا والأمير آقسنقر بَعْدَمَا اسْتَقر فِيهِ تَاج الدّين مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمَنَاوِيّ بسفارة قاضى الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة فَنزل ابْن اللبان ودرس وَمَعَهُ الْأَمِير أرغون الكاملي وعدة أُمَرَاء وَجَمَاعَة الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء. وَكَانَ نَاصِر الدّين فَازَ السقوف محتسب مصر مُقيما بقاعة التدريس فَأخْرجهُ ابْن اللبان مِنْهَا وطالبه باجرتها مُدَّة سكنه. فرتب نَاصِر الدّين على ابْن اللبان فتيا نسبه فِيهَا إِلَى قوادح وَأَرَادَ الدَّعْوَى عَلَيْهِ فَلم يتَمَكَّن من ذَلِك. وَفِيه قدم الشريف من مَكَّة يُرِيد أَن يسْتَقرّ شَرِيكا لِأَخِيهِ عجلَان فِي إمرة مَكَّة. وأحضر ثقبة قودا فِيهِ عدَّة خُيُول فوعد بِخَير. وَفِيه قدمت رسل خَلِيل بن دلغادر بتقدمته وَكتابه وَقد عَاد إِلَى الطَّاعَة بِحسن سياسة الْأَمِير أرقطاى نَائِب حلب فَخلع على رسله وجهز لَهُ تشريف. وَفِيه أخذت أم السُّلْطَان من أَوْلَاد الْأَمِير طقزدمر خَمْسمِائَة فدان بِنَاحِيَة بوتيج ودولابها. وَفِيه قدمت الْحرَّة من بِلَاد الغرب بهدية سنية تُرِيدُ الْحَج فرسم بتجهيزها. وَفِيه أَخذ السُّلْطَان من وَزِير بَغْدَاد دولابين جَعلهمَا باسم اتِّفَاق وعوضه عَنْهُمَا مَا ابتاعهما بِهِ وَهُوَ مبلغ ثَمَانِيَة وَعشْرين ألف دِرْهَم. وتبرع وَزِير بَغْدَاد للسُّلْطَان. مِمَّا أنفقهُ عَلَيْهِمَا وَهُوَ مائَة ألف دِرْهَم. وَفِيه قدم الْخَبَر من حلب بوقعة كَانَت بَين ابْن دلغادر وَبَين أَمِير يُقَال لَهُ طرفوش أَقَامَهُ الْأَمِير يلبغا اليحياوي ضدا لِابْنِ دلغادر وأغراه بِهِ ووعده بإمرته على التركمان واقتتل طرفوش وَابْن دلغادر فانتصر ابْن دلغادر بعد عدَّة وقائع قتل فِيهَا من الْفَرِيقَيْنِ.

الصفحة 15