كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)
وَفِي عشريه: قدم الْأَمِير ارقطاي من حلب فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر عوضا عَن الْأَمِير جنكلى بن البابا رَأس الميمنة. وَفِيه خلع السُّلْطَان على أرغون العلائي زوج أمه وَاسْتقر فِي نظر المارستان المنصوري عوضا عَن الْأَمِير جنكلى بن البابا. فَنزل إِلَيْهِ أرغون وَأعَاد جمَاعَة مِمَّن قطعهم ابْن الأطروش بعد موت الْأَمِير جنكلى. وَأَنْشَأَ أرغون بجوار بَاب المارستان سَبِيل مَاء ومكتب سَبِيل لقِرَاءَة أَيْتَام الْمُسلمين الْقُرْآن الْكَرِيم ووقف عَلَيْهِ وَقفا بِنَاحِيَة من الضواحي وَفِيه أنعم السُّلْطَان على طغريل بتقدمة ألف وعزل تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن مراجل من نظر الدولة وَقد كرهه النَّاس. وَفِيه خلع على الْأَمِير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين وَزِير بَغْدَاد وأعيد إِلَى الوزارة وَكَانَت شاغرة. وَفِيه خلع على علم الدّين عبد الله بن زنبور وَاسْتقر فِي نظر الدولة عوضا عَن ابْن مراجل. وعزل جَمِيع من ولاه ابْن مراجل من الشاميين وَغَيرهم وأهينوا وألزموا بِحمْل مَا أخذُوا من المعاليم ونزعت أخفافهم. وألزم ابْن مراجل بِحمْل جَمِيع مَا استأده من الْمَعْلُوم وبثمن الخلعة وَالْبَغْلَة والدواة وقومت عَلَيْهِ بأزيد قيمَة وَأَرَادُوا أهانته بِكُل طَرِيق وَفِيه اسْتَقر ابْن سهلول فِي الِاسْتِيفَاء كَمَا كَانَ أَولا. وَاسْتقر النشو بن ريشة مُسْتَوْفيا. وَفِيه قدم الْأَمِير مغلطاى. مِمَّا وجد للأمير الْحَاج آل ملك وَهُوَ مبلغ خَمْسَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم وَأَرْبَعَة آلَاف دِينَار. وَوجد لَهُ أَيْضا ثمن غلَّة مبتاعة. بِمَكَّة نَحْو مائَة ألف وَثَلَاثِينَ ألف أردب وَنَحْو عشْرين ألف جلد حبشِي. وَوجد لَهُ عشرُون فرسا سوى مَا أرصده للتقدمة وعدتها سَبْعُونَ فرسا سوى الهجن والبخاتى وَنَحْو عشْرين بقجة قماش. وَوجد لَهُ أَرْبَعَة عشر قطار بخاتى أنعم بهَا على أَرْبَعَة عشر خَادِمًا فشق ذَلِك على الْأُمَرَاء. وَفِيه قدم مقبل من طرابلس بِجَمِيعِ قماش نسَاء الْأَمِير قمارى وَمَا وجده لَهُ وَفِيه زنة سبعين مِثْقَال من الْجَوَاهِر فرقه السُّلْطَان على اتِّفَاق وَغَيرهَا وَفِيه مبلغ أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وَثَلَاثَة آلَاف دِينَار وزركش بِنَحْوِ مِائَتي ألف دِرْهَم.
الصفحة 24
398