كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)

وَفِي مستهل صفر: قدم ابْن زعازع من البهنسا وسعى بِبَعْض الْكتاب حَتَّى سلم إِلَيْهِ على مائَة ألف دِرْهَم فعاقبه حَتَّى مَاتَ. فاتهم ابْن زعازع بِأَنَّهُ أَخذ لَهُ مَالا كَبِيرا وَخرج الْأَمِير مغلطاي إِلَى البهنسا وَقبض عَلَيْهِ وَأخذ مِنْهُ ألفي ألف وَمِائَة وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم ومائتي جَارِيَة وَسِتِّينَ عبدا وَسِتِّينَ فرسا وألفا وَثَمَانمِائَة فدان على سَبِيل الرزق سوى القنود والأعمال والمعاصر ثمَّ سمره مغلطاي وشهره فِي النواحي. وَفِيه قدم طلب الْأَمِير الْحَاج آل ملك ففرقت مماليكه على الْأُمَرَاء وَنزل بعصهم فِي البحرية. وَفِيه أخرج مماليك قمارى من الْحلقَة. وَفِيه انْتَهَت عمَارَة قصر الْأَمِير أرغون الكاملي وإصطبله الْأَعْظَم وَأنْفق فِيهِ مَال عَظِيم وأخد فِيهِ من بركَة النّيل نَحْو الْعشْرين ذِرَاعا. فَلَمَّا عزم أرغون الكاملي على النُّزُول إِلَيْهِ مرض فقلق السُّلْطَان لمرضه فَبعث لَهُ فرسا وَثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم تصدق بهَا عَنهُ. وَأخرج الْأَمِير أرغون العلائي أَيْضا عشرَة آلَاف دِرْهَم تصدق بهَا عَنهُ وَأَفْرج عَن أهل السجون وَركب السُّلْطَان لعيادته بالميدان. وَفِيه اهتم السُّلْطَان بِالسَّفرِ إِلَى الْحجاز ورسم بِحمْل مائَة ألف وَخمسين ألف أردب شعير وَندب لَهَا الْأَمِير عز الدّين أزدمر الكاشف فألزم الْأَمِير عز الدّين أزدمر الفلاحين بِالْوَجْهِ البحري عَن آخِرهم بِحمْل شعير على حِسَاب كل أردب بسبعة دَرَاهِم وَكتب لآل مهنا بِالشَّام أَن يَسِيرُوا الهجن المخبورة فَقدم حيار بن مهنا وَمَعَهُ قَود جليل فَقبل مِنْهُ وقومت خيوله بِمِائَتي ألف دِرْهَم. ثمَّ قدم أَحْمد بن مهنا أَيْضا بقود غير طائل. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشريه: ولد للسُّلْطَان ولد ذكر من ابْنة الْأَمِير بكتمر الساقى. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشريه: أفرج عَن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن الْأَمِير الْحَاج آل ملك وَعَن أَخِيه قمارى وألزما بيوتهما.

الصفحة 25