كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 4)

وَإِلَى الْقَاهِرَة وأقامه من مجْلِس حكمه وَأخرجه من دَاره وأركبه حمارا إِلَى القلعة. وَسبب ذَلِك أَنه لما قبض على غرلو تقدم يُوسُف هَذَا وَأمْسك سَيْفه وقطعه من وَسطه فكافأه غرلو على ذَلِك. وَقبض غرلو مَعَه على ابْن أَخِيه وَإِلَى الجيزة فَمَا زَالا يحملأن الْمَآل حَتَّى بلغ حملهَا خمسين ألف دِرْهَم سوى عدد سلَاح وَغير ذَلِك فأفرج عَنْهُمَا بعد أَيَّام وَبعد شَفَاعَة جمَاعَة من الْأُمَرَاء. وَفِيه كتب بِنَقْل الْأَمِير يلبغا اليحياوي من نِيَابَة حلب إِلَى ليابة دمشق فَدَخلَهَا يَوْم السبت ثأني عشر جُمَادَى الأولى وباشر نيابتها. وَفِيه رسم السُّلْطَان الْكَامِل شعْبَان بِعرْض أحوآل الدولة للنَّظَر فِي تدبيرها فَترك مَا استجد من المصروف فِي العمائر بالقلعة والقاهرة ورسم أَن تسلم الأغنام الَّتِي استجدها أَخُوهُ الْملك الصَّالح لجَماعَة المتعاملين فِي اللَّحْم وبتثمينها عَلَيْهِم فَكَانَت عدتهَا تِسْعَة عشر ألف رَأس ونيف وَضبط السُّلْطَان أَحْوَال المملكة. وَفِيه رسم بسفر الْأَمِير طرنطاى البشمقدار نَائِبا بحمص وأنعم بتقدمته على بيبغا ططر. وَفِيه أنعم بإقطاع الْأَمِير أرقطاى المستقر فِي نِيَابَة حلب على أرغون شاه وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر أستادار عوضا عَن قمارى المستقر فِي نِيَابَة طرابلس. وَفِيه أخرج أَحْمد شاد الشَّرَاب خأناه هُوَ وَإِخْوَته إِلَى صفد من أجل أَنهم كَانُوا مِمَّن نَام مَعَ الْأَمِير الْحَاج آل ملك النَّائِب وقمارى الأستادار فِي منع شعْبَان من السلطنة. وَفِيه خلع على علم الدّين عبد الله بن أَحْمد بن ابراهيم بن زنبور وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عوضا عَن الْمُوفق عبد الله بن إِبْرَاهِيم وخلع على كَاتبه فَخر الدّين بن السعيد وَاسْتقر عوضه فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة وعنى الْأَمِير أرغون العلائى بالموفق حَتَّى ترك بِغَيْر مصادرة وَفِيه قدم الْأَمِير طقتمر الصلاحي من الشَّام بِالْمَالِ الَّذِي فرق على الْعَرَب وبسبب حمل الغلال إِلَى مَكَّة وَهُوَ مبلغ مائتى ألف دِرْهَم. وَفِيه رسم بعزل تقى الدّين سُلَيْمَان بن على بن عبد الرَّحِيم بن سَالم بن مراجل من نظر دِرْهَم وَاسْتقر عوضه بهاء الدّين بن أَبُو بكر بن شكر. وَفِيه قدم الْأَمِير آقسنقر الناصري من طرابلس وخلع عَلَيْهِ وَسُئِلَ نِيَابَة السلطنة بديار مصر فَامْتنعَ أَشد الإمتناع وَحلف أيمأناً مُغَلّظَة أَلا يَليهَا.

الصفحة 8